في تطورٍ أثار تساؤلات واسعة لدى الشارع العدني، وصلت خلال الأيام الماضية كميات من النفط الخام إلى محطة الرئيس الكهربائية الواقعة في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك بهدف دعم إنتاج الطاقة الكهربائية في ظل تزايد الانقطاعات اليومية، وارتفاع درجات الحرارة. ورغم هذه الإمدادات التي كان من المتوقع أن تسهم في تحسين خدمة الكهرباء، إلا أن المواطنين لم يلمسوا أي تغيير فعلي في ساعات التشغيل أو تخفيف في معاناتهم المستمرة مع التيار الكهربائي.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن ناقلة نفطية ضخمة تحمل كميات كبيرة من النفط الخام وصلت إلى ميناء الزيت التابع لشركة مصافي عدن خلال اليومين الماضيين، حيث تم تفريغ جزء كبير من الشحنة إلى خزانات المصفاة ومن ثم نقلها إلى محطة الرئيس لتغذية وحدات التوليد. ومع ذلك، فإن المؤشرات على الأرض تشير إلى استمرار الأزمة دون أي تحسّن ملموس، حيث لا تزال فترات الانقطاع تتجاوز 6 إلى 8 ساعات في بعض المناطق، مقابل ساعات تشغيل محدودة، ما يزيد من معاناة السكان.

عدد من المواطنين عبّروا عن استيائهم الشديد من استمرار تردي خدمة الكهرباء، رغم التصريحات المتكررة بشأن توفير الوقود وتحسين المنظومة، متسائلين عن الأسباب الحقيقية وراء فشل تشغيل المحطات بكفاءتها الكاملة. وقال أحد السكان في منطقة المنصورة: “نسمع عن وصول ناقلات وقود، لكن لا نرى أي تحسن في الخدمة، بل إن الوضع يزداد سوءًا مع كل يوم، وكأن هناك خللاً لا يُراد إصلاحه”.

من جهتهم، طالب ناشطون ومهتمون بالشأن العام السلطات المحلية والجهات المختصة في وزارة الكهرباء والجهات الممولة لتوضيح الأسباب التي تمنع تحسّن الخدمة، رغم توفر الوقود. كما دعوا إلى الشفافية في الإعلان عن الكميات المستلمة وكيفية توزيعها، والتوقف عن تحميل الأزمة لعوامل خارجية فقط.

ويرى مراقبون أن المشكلة قد لا تكمن فقط في توفر الوقود، بل ربما تمتد إلى مشاكل فنية وهيكلية داخل محطات التوليد، أو في منظومة النقل والتوزيع التي لم تخضع لصيانة حقيقية منذ سنوات، فضلًا عن غياب الرقابة الفعلية على إدارة قطاع الكهرباء الذي أصبح واحدًا من أبرز أوجه المعاناة في حياة المواطن العدني.

وفي ظل هذه الظروف، تتجدد المطالب بضرورة تدخل عاجل لإيجاد حلول استراتيجية ومستدامة، وعدم الاكتفاء بالمعالجات المؤقتة التي لم تعد مجدية، خصوصًا مع دخول فصل الصيف وارتفاع الطلب على الكهرباء بشكل كبير.

لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات زُوروا قناتنا على التلجرام عبر الرابط:

شارك هذا الموضوع:

فيس بوك

X