في تطور لافت للانتباه، قرر الدكتور محمد حلبوب، رئيس البنك الأهلي اليمني، حذف الفيديو الذي ظهر فيه وهو يصور عامل بوفية داخل مطار عدن الدولي، أثناء تعاطيه نبات القات، وذلك إثر حملة شديدة من الانتقادات والتنديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء هذا القرار بعد ساعات من قيام إدارة مطار عدن بطرد العامل من موقع عمله في المطار، على خلفية انتشار الفيديو الذي أثار جدلًا واسعًا بين النشطاء والمراقبين، واعتبره كثير منهم اعتداءً صارخًا على الخصوصية وتصوير إنسان في وضع مُسيء دون علمه أو موافقته.

وقد طالب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بضرورة محاسبة الدكتور حلبوب على ما وصفوه بـ"التصرف غير الأخلاقي وغير المهني"، مشيرين إلى أن تصوير الشخص والتشهير به لا يعبر عن سلوك مسؤول رفيع المستوى، بل يمثل انتهاكًا لقواعد السلوك العام ومبادئ حقوق الإنسان.

من جانبها، دعت عدد من الشخصيات الاجتماعية والحقوقية الجهات المعنية إلى التحقيق في الحادثة ومعاقبة كل من تورط في انتهاك خصوصية العامل، سواء من حيث التصوير أو نشر المحتوى، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات تسيء إلى سمعة المؤسسات الوطنية وتضرب مصداقية قياداتها.

وفي السياق ذاته، أكد مصدر مقرب من البنك الأهلي أن حلبوب أقدم على حذف الفيديو من حساباته الشخصية بعدما تبين له أن التصرف كان مبالغًا فيه وخارج إطار اللياقة المهنية، مشيرًا إلى أن رئيس البنك يأسف لما حدث ويؤكد احترامه الكامل لخصوصية الآخرين.

وعلى الرغم من ذلك، ما زالت الدعوات تتزايد على المنصات الاجتماعية وعلى أرض الواقع للمطالبة بتحقيق رسمي يوضح الملابسات الكاملة للواقعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.

ويذكر أن مقطع الفيديو قد انتشر بشكل واسع خلال الساعات الماضية، وأظهر العامل وهو يمضغ القات داخل أحد مرافق المطار، قبل أن يتدخل الدكتور حلبوب ويقوم بتوبيخه، مما أثار ردود فعل متباينة بين منتقد ومعتذر.

الجدير بالذكر أن هذه الحادثة أعادت النقاش المجتمعي حول مفهوم الخصوصية واحترام الآخر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمسؤولين الذين يتوقع منهم المجتمع أعلى درجات التواضع والحكمة في التعامل.