الإنسانية في جوهر العبادة العطاء المستدام قبل الطقوس الموسمية

قبل 3 دقيقة

في شعائرنا الإسلامية الاحتفالات الدينية تُعد مفاتيح تربط بين الإنسان وربّه وبينه وبين مجتمعه. يُذكرنا صيام رمضان وأيام عرفه بأنّ العبادة ليست مجرد طقوس تقام في يوم أو يومين فقط، بل هي منهج حياة شامل يدعو إلى خدمة الناس ورعايتهم دون تمييز. هذا التقليد العريق يُضجّنا بفضل عرفه وصومها، في إشارة إلى المكانة الروحية العالية التي يحتلّها هذا الشعائر في ديننا الحنيف

.

ومع ذلك، فإنّ الفضل الذي نحتفل به في هذه الأيام المباركة لا يُعفي أحدًا من مسؤولياته تجاه الناس ومشاكلهم اليومية. فالإيمان الحق لا ينفصل عن ضرورة الاهتمام بكل ما يحتاجه الإنسان في حياته، مهما كانت الأمور بسيطة مثل توفير كوب من الماء العذب أو دعم أسر محتاجة بالوجبات المغذية. إن استيعاب هذه الحقيقة يُبرز أن الطقوس الدينية ما هي إلا حافز يدعونا لتجسيد الإحسان والعدل في تعاملاتنا مع الآخرين.

إن توجيه ألبابنا نحو العبادات والطقوس دون الاهتمام بالحياة اليومية للمجتمع يمثل نقيض ما يدعو إليه الإسلام الحقيقي. فالأكل ليس حكرًا على لحمة العيد أو مناسبة معينة وإنما هو حق للأسر المُعوزة طوال العام. وكذلك التعليم والرعاية والصحة هي حقوق أساسية يجب أن تكون في متناول الجميع على مدار الأيام. ولقد رسّخ الإسلام هذا المفهوم من خلال دعوته الدائمة للصدق والإنصاف في التعامل مع الضعفاء والحواري، مما يحفّزنا على تحويل شعائرنا ومناسباتنا الدينية إلى فرص لمساعدة الآخرين وإعادة توزيع النعم بين أفراد المجتمع.

وفي النهاية، فإنّ ضجتنا بفضل عرفه وصومها هي دعوة للتأمل والتجديد؛ إذ يجب أن نعي أن العبادة الحقة تتطلب منّا تفعيل رسالة الرحمة والعطاء في كل تفاصيل الحياة. إنّ الاهتمام بالإنسان في أبسط حاجاته هو تجسيد حقيقي للمبادئ الإسلامية التي تجمع بين الروح والواقع. علينا أن نحول هذا الهمة الدينية إلى أعمال خير مستمرة، تهدف إلى تحسين حياة الناس، بدءاً من توفير الماء والخبز وانتهاءً بتعليم أطفالنا وتقديم الدعم للأسر المحتاجة كل عام.