في تصعيد جديد لعمليات النهب العقاري التي تنفذها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، كشفت مصادر قبلية عن مخطط حوثي للسطو على مساحات زراعية واسعة في مديرية خمر بمحافظة عمران، ضمن حملة ممنهجة تستهدف أراضي المواطنين والقبائل.

ووفقًا للمصادر، فإن المنطقة المستهدفة تقع في نطاق “تسيع السنتين” بعزلة المدارة، حيث تتجاوز مساحة الأراضي المهددة بالمصادرة ثلاثة آلاف لبنة.

وذكرت المصادر أن قياديًا حوثيًا بارزًا يُدعى عبدالله جحاف، المكنى بـ”أبو حيدر”، ويشغل منصب رئيس لجنة العقارات في ما يسمى “القوات المسلحة الحوثية”، قام مؤخرًا بزيارة المنطقة بهدف وضع اللمسات الأخيرة على خطة الاستيلاء.

وأشارت المصادر إلى أن جحاف باشر برسم خارطة استحواذ تستند إلى أساليب احتيالية وتمويهية سبق أن استخدمها في نهب أراضٍ واسعة في العاصمة صنعاء ومحيطها، من بينها مناطق صرف، السنينة، الخمسين، بني مطر، إضافة إلى جمعيات إسكان خاصة بموظفي الدولة وجمعية الفرقة الأولى مدرع.

ويأتي هذا التحرك في إطار ما وصفته المصادر بـ”استراتيجية حوثية منظمة” لإعادة توزيع ملكية الأراضي بطريقة تخدم مصالح المليشيات، وتعزز نفوذها على حساب التركيبة السكانية التقليدية، مستلهمة بذلك النموذج الإيراني في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتتهم جهات قبلية وحقوقية المليشيات باستخدام ذرائع قانونية واهية، إلى جانب الترهيب المسلح والقوة القسرية، لتنفيذ عمليات استحواذ غير شرعية على ممتلكات المواطنين، في ظل غياب القضاء المستقل والعدالة في مناطق سيطرتها.

وتُعد هذه الحملة واحدة من سلسلة انتهاكات متواصلة ترتكبها المليشيات ضد أبناء القبائل والمواطنين منذ سنوات، في محاولة لترسيخ سطوتها بالقوة وتحويل الثروة العقارية إلى أداة تمويل ونفوذ سياسي وأمني.