وجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور سالم صالح بن بريك، بضرورة تكامل الجهود ورفع مستوى التنسيق بين الوزارات والجهات المعنية والسلطات المحلية في مختلف المحافظات، بهدف إسناد دور وزارة الصحة العامة والسكان في مكافحة انتشار الأوبئة والحميات، وذلك من خلال تنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي ترأسه رئيس الوزراء اليوم الأربعاء في العاصمة المؤقتة عدن، لجنة التنسيق الوطنية للطوارئ الصحية، والذي استعرض فيه المستجدات الوبائية في عدد من المحافظات المحررة، وبحث السبل الكفيلة برفع الجاهزية لمواجهة التحديات الصحية المتزايدة.

وشدد بن بريك على أهمية تنفيذ التدخلات والخطط المعدة مسبقًا، ورفع الجاهزية في القطاع الصحي لمواجهة أي طارئ صحي محتمل، إلى جانب تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات الإنسانية والمانحة، لدعم جهود المكافحة والحد من انتشار الأمراض.

وأكد رئيس الوزراء ضرورة تحديد الاحتياجات الفعلية على مستوى المحافظات، ووضع خطط شاملة لإدارة النفايات والتخلص منها بالطرق الصحية السليمة، إلى جانب التشديد على رقابة الأغذية والمشروبات، ومتابعة الأوبئة والأمراض الوافدة، خصوصاً تلك التي تنتقل عبر الحدود أو عن طريق المهاجرين غير الشرعيين.

كما أوعز بن بريك بتكثيف الحملات الإعلامية التوعوية المجتمعية، لتوضيح مخاطر الإصابة بالأمراض الوبائية والحميات، ونشر الوعي حول طرق الوقاية منها، والتأكيد على ضرورة تصحيح السلوكيات الخاطئة التي تساهم في انتشار هذه الأمراض.

وفي ذات السياق، أشاد رئيس الوزراء بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة العامة والسكان، والكوادر الطبية في مختلف المرافق الصحية رغم المحدودية في الموارد والإمكانات، مؤكداً دعم الحكومة الكامل لتعزيز قدرات القطاع الصحي ضمن الإمكانات المتاحة، وبما يتناسب مع حجم التحديات الراهنة.

ودعا الدكتور بن بريك الشركاء الإقليميين والدوليين من الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات المانحة والإنسانية، إلى تقديم الدعم اللازم لوزارة الصحة العامة والسكان، لمساعدتها على مواجهة الأعباء الصحية المتزايدة، والتصدي للأزمات الوبائية، بما يحقق الأمن الصحي للمجتمع اليمني.

من جانبه، قدم وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، وأعضاء لجنة التنسيق الوطنية للطوارئ الصحية، تقارير مفصلة حول التدخلات الطارئة التي تم تنفيذها مؤخراً لمكافحة الأمراض الموسمية، وشرحوا أبرز الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا المجال، خصوصاً في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة.

كما عرض الوزير بحيبح البرامج التوعوية التي تم تنفيذها بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، إضافة إلى شرح التدخلات الإنسانية القائمة، والتنسيق القائم بين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركاء في المجال الصحي، مشيرًا إلى الاحتياجات الملحة التي تتطلب دعماً حكومياً ودولياً عاجلاً لتعزيز الاستجابة الوبائية.

ويأتي هذا الاجتماع في ظل التحديات الصحية الكبيرة التي تشهدها البلاد، نتيجة تفشي بعض الأمراض الوبائية كالكوليرا والحميات الفيروسية، والتي تستلزم تضافر الجهود المحلية والخارجية، وتقديم الدعم اللازم لإنقاذ الأرواح وحماية صحة المواطنين.