تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
الطاقة الشمسية تحيي آمال يمنيين بإنعاش الأراضي الزراعية وترشيد الإنفاق
36 قراءة  |

في مرتفعات محافظة إب، جنوب العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بات عشرات الآلاف من السكان يعانون من نقص مستمر في المياه، نتيجة غلاء الوقود، وتغير المناخ، في مشهد يعكس أزمة معيشية تتفاقم عاماً بعد عام.

ففي مديرية النادرة شرقي المحافظة، تصلبت التربة نتيجة انحباس الأمطار لعدة أشهر، وتشققت التلال والجبال التي لطالما عُرفت بخضرتها، فيما تراكمت أوعية المياه الفارغة على أبواب المنازل في انتظار ما لا يأتي.

ولطالما اعتمد السكان على الديزل لضخ المياه، لكن منذ توقّف رواتب الموظفين العموميين أواخر 2016، تحوّلت عملية توفير الوقود إلى عبء شبه مستحيل، وهو ما انعكس على تدفق المياه في الأنابيب.

ومع ارتفاع كلفة ملء الخزان إلى نحو 24 دولاراً أسبوعياً، أصبحت المفاضلة بين الماء والغذاء خياراً قاسياً تفرضه الظروف.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 17 مليون يمني لا يحصلون على مياه شرب آمنة، ولا خدمات صرف صحي ملائمة. وفي المجتمعات الريفية -مثل مديرية النادرة- لم يعد الأمر مجرد صعوبة في الوصول للمياه، بل بات مرتبطاً بسوء التغذية، وانتشار الأمراض، وتأزم الأوضاع الاجتماعية.

ويقول عبد الجليل، وهو أحد السكان المحليين: «كلما ندرت المياه، تصاعد الإحباط. كنا نخشى من انهيار الناس. فالماء يوحّدهم، ونقصه يفرّقهم».

حلول الطاقة الشمسية

واستجابةً للأزمة، تدخلت المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع السلطات المحلية لتزويد شبكة المياه في المديرية بالطاقة الشمسية. ويقول جبران وهو متطوع مجتمعي: «لأول مرة، أصبح لدينا مصدر طاقة لا يمكن لأحد احتكاره».

ولم يكن التحول مجرد بديل فني، بل فتح أبواباً لحياة مختلفة، فهناك ساعات تشغيل أطول، وانخفاض كبير في التكاليف، واستمرارية في تدفق المياه حتى في ظل انقطاع الوقود، بينما كان السكان في السابق يضطرون لتقنين استخدام المياه يومياً.

وتتماشى هذه المبادرة مع أولويات اليمن في مجالات المياه والصحة العامة، فبجانب تقليل الاعتماد على الوقود، ساهم المشروع في تحسين حياة النساء والفتيات اللواتي كُنّ يقضين ساعات يومياً لجمع المياه. كما أعاد الأمل للمزارعين في إنعاش أراضيهم، وخفّف من إنفاق الأسر على الأدوية.

ويخدم المشروع أكثر من 14 ألف نسمة، حيث وفر تغطية أفضل للمناطق التي كانت خارج نطاق الشبكة سابقاً بسبب بُعدها، أو فقر سكانها. ووفقاً للأمم المتحدة، يشكّل المشروع نموذجاً يُحتذى به في العمل الإنساني المرتكز على الابتكار، والتخطيط بعيد المدى.

تحديات مستمرة

وعلى الرغم من التحول الإيجابي، فلا يزال اليمن واحداً من أكثر دول العالم شحاً في المياه، إذ تثقل تبعات الصراع المستمر كاهل الأسر، والأنظمة الجديدة بحاجة إلى صيانة دورية، ودعم دائم.

وفي هذا السياق، يلعب أبناء المجتمع المحلي -مثل جبران- دوراً حيوياً في صيانة وتشغيل الشبكة، وعلى الرغم من أنه ليس مهندساً، فقد تعلم فحص المضخات، وأداء الصيانة البسيطة، والتواصل مع الجهات المعنية عند الحاجة.

وبينما تتجه الاستجابة الإنسانية نحو حلول دائمة، تثبت مشاريع المياه المعتمدة على الطاقة الشمسية أنها أكثر من مجرد بنية تحتية؛ بل هي استعادة لحياة طبيعية، وإنسانية.

ويقول جبران: «لم يعد أطفالي يسألون إن كانت المياه ستنقطع»، مضيفاً بابتسامة: «يبدو ما حصل تغيّراً هادئاً، لكنه ملأ قلوبنا بالأمل».

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 708 قراءة 

تدخل تركي عاجل في اليمن (تفاصيل)


جهينة يمن | 487 قراءة 

عاجل : جماعة الحوثي تتلقى ضربة مباغتة وموجعة في مأرب "تفاصيل أولية"


جهينة يمن | 411 قراءة 

عاجل : الاعلان قبل قليل عن وفاة فنانة يمنية كبيرة "صورة"


جهينة يمن | 400 قراءة 

عندما اتفقا على المواعدة وصعدا إلى الغرفة كانت المفاجأة...محامٍ إماراتي يروي قصة تعرُّف رجل ثري على


كريتر سكاي | 393 قراءة 

أصدر البرلماني اليمني شوقي القاضي، عضو مجلس النواب اليمني عن حزب التجمع الي


المرصد برس | 367 قراءة 

دعا الإعلامي اليمني البارز المقرب من الانتقالي الجنوبي عادل اليافعي، إلى ضرورة إيلاء مدينة عدن اهتما


حشد نت | 353 قراءة 

جرحى في إب إثر مواجهات مسلحة بعد اقتحام الحوثيين لحي سكني


جهينة يمن | 292 قراءة 

قوات أمن العاصمة عدن تعثر على جثامين جنود في منزل قيادي إرهابي...


جهينة يمن | 284 قراءة 

وفاة ابرز نشطاء الحراك الجنوبي في عدن


جهينة يمن | 259 قراءة 

الفلكي اليمني يعلن نهاية القيظ.. و”نفخة الثور” تدق أبواب الأجواء اليمنية!