تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
 جريمة دار الرئاسة .. جرح في قلب الجمهورية اليمنية
80 قراءة  |

جريمة دار الرئاسة .. جرح في قلب الجمهورية اليمنية

قبل 20 دقيقة

في الثالث من يونيو 2011، الموافق الأول جمعة من شهر رجب، شهد اليمن واحدة من أبشع الجرائم في تاريخه الحديث: تفجير جامع دار الرئاسة أثناء أداء صلاة الجمعة، في محاولة اغتيال مباشرة للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وعدد من كبار المسؤولين في الدولة. هذه الجريمة التي لم يُكشف حتى اليوم عن كل خيوطها وتفاصيلها، ستظل وصمة عار لا تُمحى على جبين مرتكبيها، سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو كيانات سياسية

.

لم تكن تلك الجريمة مجرد اعتداء على أشخاص، بل كانت ضربة غادرة استهدفت كيان الدولة اليمنية ومركز القرار السياسي فيها. من داخل المسجد، وأثناء لحظة روحانية جمعت قادة الدولة في بيت من بيوت الله، اخترق الإرهاب جدار الأمن والطمأنينة، ليعلن بداية مرحلة جديدة من الفوضى والدم.

إن جريمة دار الرئاسة حملت بصمة واضحة لتحالفات مشبوهة، التقت فيها مصالح جماعة الإخوان مع جماعة الحوثي، رغم ما بينهما من اختلافات ظاهرية. لقد كان الهدف مشتركًا: ضرب الدولة اليمنية وتقويض نظامها الجمهوري. وما بدأ في جامع الرئاسة لم ينتهِ هناك، بل كان شرارة لتحالف دموي توسع لاحقًا ليشمل مؤسسات الدولة، وينتقل من البر إلى البحر، حتى وصل إلى باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم.

إن الجريمة لم تكن سوى رأس جبل الجليد في مشروع تآمري طويل المدى، خطط له بدقة وبدعم من أطراف إقليمية. أدوات إيران، عبر الحوثيين، وتنظيم الإخوان، عملا على إشعال الفتنة وبث الانقسام، حتى أصبح اليمن ساحة مفتوحة للصراع، ومسرحًا لفوضى عارمة لا تزال فصولها مستمرة حتى اليوم.

لقد كان دار الرئاسة رمزاً للشرعية والجمهورية، واستهدافه في ذلك التوقيت الحرج لم يكن عبثياً، بل محاولة لكسر مركز القرار، ودفع البلاد نحو الفراغ والاحتراب الداخلي. ومنذ ذلك اليوم، دخل اليمن في نفق طويل من الصراع والانقسام، أثخن فيه الجرح الوطني وتراجع فيه الأمل بالدولة.

إن جريمة دار الرئاسة ليست حدثاً عابراً يمكن أن يُنسى مع مرور الزمن، بل جريمة إرهابية مكتملة الأركان، لن تسقط بالتقادم، وسيلعنها التاريخ إلى الأبد. منفذوها ومخططوها لم يكن يهمهم الشعب اليمني ولا مستقبله، بل سَعوا للسلطة والنفوذ ولو على أنقاض وطن بأكمله.

هذه الجريمة كانت بمثابة تحذير مبكر للعالم بأن الإرهاب، بمختلف أجنحته، يمكن أن يضرب في أي لحظة وبأبشع الطرق. لقد كانت رسالة دامية بأن الإرهاب لا يعترف بدين ولا بحرمة مقدسات، ولا يتوقف أمام أي قيمة إنسانية أو وطنية.

و الحقيقة انه رغم مضي أكثر من عقد على وقوع الجريمة، إلا أن ملفها لا يزال مغلقاً، وحقيقتها لم تُكشف بالكامل. ولهذا، فإن المطالبة بتحقيق دولي مستقل أصبحت ضرورة ملحّة، ليس فقط من أجل إنصاف الضحايا، بل من أجل كشف الحقائق ووقف دوامة الإفلات من العقاب.

إن العدالة لا تتحقق بالصمت، ولا تُصان الذاكرة الوطنية بالتجاهل. ويجب أن يكون هناك ضغط شعبي ورسمي ودولي لفتح هذا الملف، وتقديم المسؤولين إلى المحاكمة، أياً كانت مواقعهم أو انتماءاتهم.

ستبقى جريمة دار الرئاسة محفورة في ذاكرة اليمنيين، كعلامة سوداء على مشروع الفوضى والانقلاب على الدولة، وستظل شاهدة على لحظة مفصلية خطط لها أعداء الجمهورية بتأنٍ وخبث. واليمن- رغم الجراح- لن ينسى. فالتاريخ لا يُكتب بالنسيان، بل بالحقائق والدماء والعدالة المنتظرة.

وسيبقى صوت الضحايا يعلو، في وجه كل من حاول طمس الحقيقة، لأن اليمن لا يموت، وإن طال ليله.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
تهامة 24 | 845 قراءة 

كشفت صحيفة بريطانية أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محطة للطاقة في منطقة حزيز قرب العاصمة اليمني


كريتر سكاي | 810 قراءة 

تجتاح في هذه اللحظات مدينة الحديدة موجة غبار شديدة أدت إلى حجب الرؤية في ال


نيوز يمن | 775 قراءة 

تحركات أمريكية ـ بريطانية في مجلس الأمن لقرارات جديدة بشأن اليمن


حشد نت | 653 قراءة 

البنك المركزي يمهل شركات الصرافة 72 ساعة لنقل حسابات المؤسسات الحكومية


حشد نت | 558 قراءة 

الحوثيون يحوّلون ذكرى مولد النبي محمد إلى موسم نهب اليمنيين


يمن شباب نت | 455 قراءة 

عثرت حملة أمنية، على مقتنيات الشاب عبدالملك السنباني الذي قُتل قبل نحو أربع سنوات في نقطة تفتيش في م


تهامة 24 | 443 قراءة 

كشف الصحفي والخبير الاقتصادي ماجد الداعري عن استكمال البنك المركزي اليمني استعداداته الفنية لاستقبال


حشد نت | 365 قراءة 

مؤسسة حزب الله المالية تجر الحوثيين إلى أزمة سيولة غير مسبوقة


يمن فويس | 320 قراءة 

الكشف عن هوية القيادي الحوثي المسؤول عن ممارسة تعذيب المعتقلين والمختطفين في سجون صنعاء


كريتر سكاي | 313 قراءة 

قال الصحفي ماجد الداعري:اللعبة انتهت بكش ملك.ويستحيل العودة بصرف السعودي ال