اختطفت ميليشيات الحوثي، خلال الساعات الماضية، عشرات من بائعي القات من أبناء قبيلة الحداء بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، في سياق حملة قمع ممنهجة تستهدف الأصوات الرافضة للجبايات غير القانونية التي تفرضها الجماعة.

وذكرت مصادر محلية أن عمليات الاختطاف جاءت بعد احتجاجات متكررة نفذها بائعو القات المنتمون لقبيلة الحداء، احتجاجًا على الاستقطاعات والإتاوات المالية التي تفرضها مصلحة الضرائب الحوثية في نقطة "سيّان"، الواقعة على المدخل الجنوبي لصنعاء، والتي تعتبر نقطة رئيسية لمرور شحنات القات القادمة من مناطق جنوبية إلى العاصمة.

وأضافت المصادر أن الحملة الحوثية استهدفت بشكل خاص من يُعتقد أنهم حرّضوا على رفض دفع الجبايات أو رفعوا أصواتهم ضد هذه الممارسات، مشيرة إلى أن المختطفين نُقلوا إلى أماكن احتجاز سرّية، وسط تكتّم شديد من قبل سلطات الجماعة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه شكاوى التجار والسائقين من التضييق الحوثي المستمر، والذي يتخذ من نقاط التفتيش والمنافذ الجمركية أدوات لفرض رسوم غير قانونية بهدف تمويل أنشطة الجماعة العسكرية.

من جانبهم، اعتبر ناشطون ومراقبون أن ما تقوم به الجماعة يعكس حالة الإفلاس السياسي والمالي الذي تعانيه سلطات الأمر الواقع، ودعوا وجهاء قبيلة الحداء إلى التحرك العاجل للضغط من أجل إطلاق سراح المختطفين ووقف الانتهاكات بحق أبناء المحافظة.

يُذكر أن محافظة ذمار شهدت خلال الأشهر الأخيرة تصاعداً في حالة السخط الشعبي ضد ممارسات الحوثيين، لاسيما في ما يتعلق بالضرائب والجبايات والتمييز في التوظيف والخدمات، وسط تجاهل تام من قبل الجماعة لمطالب السكان وتحذيرات الناشطين من تفجّر الوضع الاجتماعي.