نساء يمنيات لـ"المنتصف": الحوثي دمّر أحلامنا وأحرق حاضر ومستقبل اليمن

تفاعلت العديد من النساء اليمنيات مع الحملة الإلكترونية التي أطلقها ناشطون تحت وسم #حماقه_الحوثي_دمرت_اليمن، والتي جاءت عقب الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي وتدمير آخر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ما اعتبره كثيرون نتيجة مباشرة للسياسات الحوثية التي زجت بالبلاد في مواجهات إقليمية لا طائل منها

.

وقد أدانت الحملة، عبر آلاف التغريدات والمنشورات، ما وصفته بـ"العبث الحوثي" بمقدرات الدولة، واستخدام اسلحتها الايرانية، الى جانب ما نهبته من مخازن الدولة في مغامرات عدائية جلبت الويلات على الشعب اليمني، وضاعفت من معاناته.

"المنتصف" استمعت إلى شهادات نساء يمنيات من مختلف المحافظات، عبّرن عن سخطهن من الأوضاع المأساوية التي تسبب بها الحوثيون، وانعكاسات الحرب على تفاصيل حياتهن اليومية ومستقبلهن.

"نُهان كل يوم أمام طلابنا"

تقول هند الحالمي، وهي معلمة من صنعاء:

"أشعر أنني أُهان كل يوم بسبب ما آلت إليه البلاد. كل ما حلمنا به كنساء وكجيل تربوي تم تدميره. لا مدارس حقيقية، لا مناهج سليمة، ولا حتى أمل في مستقبل أبنائنا. الحوثيون دمّروا البنية التعليمية، ونشروا ثقافة الكراهية والطائفية بدلاً من العلم والمعرفة."

"سياسية المغامِرة ضيّعت الوطن"

من تعز، تؤكد أروى ناجي، وهي ناشطة حقوقية للمنتصف:"ما حدث لمطار صنعاء من تدمير هو مأساة وطنية، لكنه أيضاً نتيجة حتمية لسياسات التحدي والمغامرة التي يتبعها الحوثيون".

واضافت أروى:" بدل أن يسعوا للسلام، يقحمون اليمن بصراعات إقليمية. واليوم خسرنا آخر طائرة مدنية.. فماذا بقي لنا؟"

"نرى الدمار في أكلنا ، وبيوتنا ، وأطفالنا"

نجلاء سيف، وهي ربة منزل في محافظة الحديدة تقول للمنتصف: "لا نحتاج إلى تقارير دولية لنقول أن الحوثيين دمروا اليمن . نحن نراه كل يوم في بيوتنا، في أكلنا، في أطفالنا الذين يموتون من الجوع ، أو القصف.  الحوثي لا يهتم بالشعب، فقط بمصالحه ، وسلاحه  ، وإرضاء داعميه."

"موت بطيء في مستشفيات مهجورة"

أما منى الجوفي، وهي طبيبة من محافظة إب، فتوضح:

"الخدمات الصحية في مناطق مليشيا الحوثي انهارت كلياً. المستشفيات تحولت إلى ثكنات عسكرية ، أو أماكن مهجورة".

وتضيف منى :"من يمرض الآن لا يجد دواءً ، ولا طبيباً ، ولا كهرباء.الحوثيون استخدموا المنشآت الصحية لترويج دعاياتهم، بينما يموت الفقراء بصمت."

"جيلي فقد الحلم"

رغدة العريقي، طالبة جامعية من عدن، عبرت للمنتصف نت عن إحباطها من الوضع الحالي

قائلة:"أشعر بالقلق يومياً. مستقبلنا يُنهب تحت شعارات جوفاء. الحوثي حوّل التعليم إلى أداة تجنيد وتضليل".

وتساءلت العريقي قائلة: "كيف أستطيع أن أطمح ، أو أتحمس لمستقبل في ظل هذا الخراب؟ نحن جيل محطَّم بالكامل."

"صوت الحقيقة ممنوع"

من صنعاء، تقول الإعلامية جميلة السقاف للمنتصف نت:

"أُقصيتُ من عملي فقط لأني رفضت ترويج خطاب الجماعة(مليشيا الحوثي) .

و أكدت السقاف للمنتصف ان وسائل الإعلام في مناطق مليشيا الحوثي "أصبحت سلاحاً للترهيب والتحريض. لا حرية، لا موضوعية، لا صوت إلا صوت الحوثي. وما لا يقولونه هو أن الشعب في الداخل يُعاقب إذا تجرأ على الكلام."

"دُفنَت كرامتنا مع ازواجنا"

وفي شهادة موجعة، أسماء ناصر، أرملة من محافظة صعدة خسرت زوجها اثناء ما كان يقاتل مع مليشيا الحوثي تقول للمنتصف:"غررت مليشيا الحوثي بزوجي ودفعته الى محرقة الموت واليوم لا احد يسأل عنا.

واضافت اسماء: "خسرنا أزواجنا وأبناءنا، ونُجبر على الصمت. الحوثي يرفع شعارات المقاومة، بينما يترك الأمهات في الشوارع والنساء يتسولن. دماء رجالنا ضاعت هباءً، والوطن يُباع قطعة قطعة."

بين الألم واليأس.. الشعب هو الضحية

هذه الأصوات النسائية تجسّد حجم المأساة التي يعيشها اليمنيون، وتُعيد تسليط الضوء على نتائج ما وصفه ناشطون بـ"حماقة الحوثي" التي قادت البلاد إلى الدمار الشامل.

في ظل استمرار الانقسام والحرب والتصعيد الإقليمي، تتضاعف المخاوف من مستقبل مجهول ينتظر اليمنيين، وتبقى النساء، أول من يدفع الثمن.