بقلم اللواء/ علي حسن زكي

أن شعب الجنوب يعاني اسوء وأقسى مرحلة في حياته المعيشية والخدمية لم يشهد لها مثيلاً من قبل: مجاعة وضماء ومرض وفقر وظلام، تدهور مريع في قيمة العملة المحلية الشرائية وإرتفاعات سعرية اثقلت كاهل الأسر وغياب للخدمات العامة وإستمرار ازمة الكهرباء والماء وعدم تسليم الموظفين رواتبهم لشهرين متتالين ابريل مايو على ضعفها وغياب الوظيفة العامة للشباب واثره على التعليم والتحصيل العلمي والتسرب وطفح مجاري الصرف الصحي وإنتشار الحميات والقائمة تطول .

ان اوضاع معيشية وخدمية هكذا فضلاً عن عدم قدرة الأسر على شراء اضاحي العيد ليس بسبب إرتفاع اسعارها ولكن لقلَّة ما باليد ايضاً، ان كل ذلك قد وضع شعب الجنوب على صفيح صيف ساخن وافقد الأسر والأطفال فرحة العيد، ولسان حالهم يقول (عيد بأي حال عدت ياعيد) .

ان خروج حرائر الجنوب قبل احراره إلى ساحات وميادين النضال السلمي لم يكن ترفاً ولكن نتيجة لجور المعاناة، فيما خروج الأم المرضعة وترك ولدها الرضيع في البيت والحامل وهي تعاني آلام الحمل والمسن وهو يمشي ويترنح، وصياح المتزوجة ونواح الأرملة والثكلى وامعتصماه أولادنا يتضورون جوعاً، ان ذلك لم يكن فائض وقت وللتسلية، لقد عكس الشعار الذي تم رفعه بالإحتجاجات واختزل كل تلك المعاناة وعبِّر عنها (الشعب يُريد حياة كريمة).

وفقاً لصحيفة الأيام الغرَّاء في عددها ليوم الإثنين ١٩ مايو الحالي، أكد الشيخ عبدالرحمن شيخ عضو هيئة التشاور والمصالحة الوطنية وكيل العاصمة عدن لشؤون المديريات (ان الازمات المعيشية والخدمية بعدن تستوجب تغيير وإعادة هيكلة السلطات بما فيها الرئاسي وتشكيل حكومة كفاءة مهنية وتغيير السلطات المحلية في المحافظات وإعطائها صلاحيات حكم واسعة هو المدخل للتنمية والبناء وإستعادة كرامة الناس المهدورة من قبل الفاسدين) فيما قال عضو هيئة التشاور والمصالحة وكيل العاصمة عدن لشؤون التنمية (ان التظاهرات الإحتجاجية التي شهدتها عدن قد كشفت عن تجاوز المواطنين مرحلة الغضب من تردي الأوضاع المعيشية إلى مرحلة اسوء تتسم بالكُره لكل المكونات المشاركة في السلطة الغارقة في الفساد حد قوله) .

في اجتماعه الأخير يوم الأحد ٢٥ مايو الحالي وبمشاركة عدداً من ممثلوا الفعاليات المدنية أعلن اتحاد نقابات عمال الجنوب عن منح الحكومة مهلة لمدة اسبوعين إلى مابعد عطلة عيد الأضحى لتنفيذ معالجات حقيقية للأزمات المتفاقمة وتحسين أوضاع الموظفين والعمال في الجنوب ومالم يتم تنفيذ ذلك فقد توعَّد وبحسب بيانه الصادر عن الاجتماع الذي اعادة نشره صحيفة الأيام المواكبة للحدث ابداً في عددها ليوم الإثنين ٢٦ مايو توِّعد بتصعيد الإحتجاجات الميدانية حيث سيتم خلال المهله وضع آلية مُزمَّنة لذلك... لقد نفد الصبر وأحوال الناس لم تعد تحتمل المزيد.....