عدن – صدى الجنوب

في مشهد يتكرر كل صباح، تصطف عشرات النساء في طوابير طويلة أمام أحد الأفران الشعبية في العاصمة عدن، في انتظار الحصول على أرغفة الخبز التي باتت عملة نادرة لدى الكثير من الأسر الفقيرة، وسط أزمة معيشية خانقة تتفاقم يومًا بعد يوم.

هذه الطوابير، التي باتت تُعرف محليًا بـ”طوابير الذل”، لم تعد تقتصر على منطقة دون أخرى، بل أصبحت مشهدًا مألوفًا في معظم مديريات عدن، حيث تضطر النساء للوقوف لساعات في ظروف قاسية من أجل الحصول على ما يسد رمق أطفالهن.

انتظار طويل ومعاملة قاسية

تقول أم فهد، وهي أرملة في منتصف الأربعينيات من عمرها، لمراسل “صدى الجنوب”:

“أقف كل صباح من الساعة الخامسة لأحصل على خمسة أرغفة، ومع ذلك قد أعود خالية الوفاض أحيانًا، بسبب الفوضى أو تدخل أصحاب النفوذ الذين يأخذون الخبز دون طابور.”

وتضيف، بنبرة يغلب عليها الانكسار:

“نعيش حياة لا تليق بالبشر.. لا كهرباء، لا ماء، ولا حتى خبز. من يحمينا؟ ومن يسمع صوتنا؟”

نقص في الدقيق وغياب الرقابة

مصدر في أحد الأفران أوضح أن السبب الرئيسي في الأزمة يعود إلى نقص حاد في مادة الدقيق المدعوم، وغياب الرقابة على توزيعه من قبل الجهات المعنية، الأمر الذي فتح الباب أمام الاحتكار والمتاجرة بالخبز في السوق السوداء.

وقال المصدر، مفضّلًا عدم ذكر اسمه:

“نحن مجبرون على تقليل الإنتاج بسبب غلاء أسعار المواد الأساسية، وغياب الدعم الحكومي، وحتى الدعم القليل الذي يأتي من المنظمات يُوزع بطريقة غير عادلة.”

غياب الدولة وازدهار السوق السوداء

في ظل تراجع دور الحكومة المحلية، وغياب أي تدخل جاد من وزارة الصناعة والتجارة، انتعشت السوق السوداء، حيث يباع الخبز بأسعار مضاعفة، ما يزيد من معاناة المواطنين.

ويؤكد ناشطون في العاصمة عدن أن ما يحدث هو نتيجة حتمية لسنوات من الفساد وسوء الإدارة، مطالبين بسرعة تدخل عاجل من قبل السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية، للحد من هذه الكارثة الإنسانية.

دعوات للإنقاذ

العديد من الأصوات تعالت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بإنشاء مخابز خيرية أو دعم الأفران الشعبية بالدقيق والمشتقات النفطية، كخطوة عاجلة لإنقاذ مئات الأسر من الجوع.

وفي هذا السياق، دعا الصحفيون والناشطون إلى حملة تضامن واسعة تحت وشعار #نساء

في

طوابير_الذل، بهدف تسليط الضوء على معاناة النساء في عدن، والضغط على الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات فورية

شارك هذا الموضوع:

فيس بوك

X