عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات ثنائية في العاصمة الروسية موسكو، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ركزت على تعزيز علاقات التعاون بين اليمن وروسيا، وتنسيق المواقف المشتركة إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".

وخلال اللقاء، رحب الرئيس بوتين بالعليمي والوفد المرافق له، مؤكدًا التزام بلاده بدعم اليمن وشعبه في سعيه نحو الأمن والاستقرار والسلام، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، والمبنية على أسس من الصداقة والاحترام المتبادل.

من جانبه، وضع العليمي نظيره الروسي في صورة تطورات الأوضاع اليمنية، معربًا عن تطلعات القيادة اليمنية إلى نتائج إيجابية للزيارة، التي تأتي تزامنًا مع الذكرى الـ97 لتأسيس العلاقات اليمنية الروسية.

وأكد العليمي تقدير اليمن للموقف الروسي الثابت الداعم للشرعية الدستورية، وحرص موسكو على دعم جهود السلام، وإدانة التهديدات الإرهابية للممرات المائية والأمن الدولي.

كما تطرق اللقاء إلى الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتدهورة نتيجة هجمات الميليشيات الحوثية الإرهابية على المنشآت النفطية، مشيدًا بالدعم السخي المقدم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات.

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على أهمية توحيد الموقف الدولي تجاه الأزمة اليمنية، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة، مثمنًا في الوقت ذاته الموقف الروسي الداعم للقضايا العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وفي سابق، التقى الرئيس رشاد العليمي رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين ومستجدات الوضع اليمني، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد العليمي خلال اللقاء بالعلاقات التاريخية بين اليمن وروسيا التي تعود جذورها إلى نحو قرن من الزمن، مؤكدًا الحرص المشترك على تعزيزها في مختلف المجالات، وخصوصًا في الجانب التشريعي، مثمنًا مواقف روسيا الداعمة للشرعية اليمنية في المحافل الدولية، وتطلع اليمن لمواصلة الدور الروسي الفاعل في دعم الدولة اليمنية ومؤسساتها.

كما استعرض مستجدات مسار السلام المتعثر، نتيجة تعنت ميليشيات الحوثي الإرهابية، مؤكدًا انفتاح الحكومة على كافة المبادرات الرامية إلى إنهاء الحرب استنادًا إلى المرجعيات الثلاث، وعلى رأسها القرار الأممي 2216.

من جانبه، رحب رئيس مجلس الدوما بالرئيس العليمي والوفد المرافق له، مؤكدًا استمرار دعم روسيا لليمن وشعبه وتطلعاته في استعادة الأمن والاستقرار، مشيدًا بأهمية الزيارة في دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع، بما في ذلك تعزيز التنسيق بين مجلسي النواب في البلدين وتبادل الخبرات البرلمانية.

ولاحقا، أقام الرئيس فلاديمير بوتين مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس الدكتور رشاد العليمي والوفد المرافق له، حضرها عدد من كبار المسؤولين الروس، من بينهم وزراء الخارجية والزراعة والطاقة، إلى جانب محافظ البنك المركزي الروسي.

وخلال المأدبة، جدّد بوتين ترحيبه بالعليمي، مشيدًا بالتطور الملحوظ في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ومعربًا عن تطلعه إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

من جهته، عبّر العليمي عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الروسي، كما نوّه بالتسهيلات المقدّمة لليمنيين المقيمين والدارسين في روسيا، مؤكدًا توجيهاته للحكومة بالإعداد الجيد للاحتفاء بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات اليمنية الروسية.

وتطرق الجانبان إلى أهمية مواصلة المشاورات، وتسريع انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة، وتبادل الزيارات والخبرات بين المؤسسات والقطاعات المختلفة، بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.