أكّد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في خطاب له بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، أن الوحدة اليمنية ليست مجرد حدث سياسي، بل وجدان شعبي راسخ في قلوب اليمنيين، يستعصي على الانكسار أمام المتغيرات والانقسامات.

وفي خطابه الذي وجهه إلى الشعب اليمني في الداخل والخارج، وقواته المسلحة والأمن، والمواطنات الصامدات، شدد الرئيس العليمي على أن هذا اليوم يمثل تتويجًا لمسيرة نضالية امتدت من ثورتي سبتمبر وأكتوبر، حتى لحظة إعلان الجمهورية اليمنية.

الجنوب في قلب الوحدة

أشاد الرئيس بدور الجنوب في الحلم الوحدوي، مشيرًا إلى أن المبادرة كانت جنوبية، والنشيد كان جنوبيًا، والراية رفعت أولًا في عدن. وقال إن أبناء الجنوب كانوا في مقدمة المشروع الوطني، وهم اليوم منارة للتنوير، وحاضنة للملايين من النازحين من مناطق سيطرة الحوثيين.

كما أكد تفهم مجلس القيادة الرئاسي للتحولات في المزاج الشعبي الجنوبي، الناتج عن مظالم الماضي والإقصاء والمركزية، مشددًا على أن معالجة القضية الجنوبية تتطلب

إنصافًا كاملاً وضمانات كافية

تتيح لأبناء الجنوب صياغة مستقبلهم السياسي والاقتصادي والثقافي.

شروط بناء الدولة

وأضاف أن التجربة اليمنية أثبتت أن بناء الدولة الحديثة لا يمكن أن يتحقق إلا بثلاثة شروط أساسية:

حماية النظام الجمهوري

ترسيخ التعددية

بناء وحدة عادلة تقوم على الشراكة لا الإقصاء

وأوضح أن هذه الركائز تمثل خلاصة التاريخ النضالي للشعب اليمني، وضمانة مستقبل الدولة العادلة، دولة المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص.

إصلاحات جادة وتفعيل مؤسسات الدولة

أعلن الرئيس العليمي أن المجلس شرع في تنفيذ خطوات عملية لتصحيح المسار، تشمل:

تعزيز استقلال السلطات

تفعيل أجهزة إنفاذ القانون

معالجة آثار حرب 1994

توسيع اللامركزية المالية والإدارية

وأشار إلى أن هذه الخطوات ليست مجرد وعود، بل إجراءات ملموسة تهدف إلى

استعادة هيبة الدولة وتحقيق العدالة والانصاف

.

الخطر الحوثي وتمسك العالم بوحدة اليمن

وصف العليمي جماعة الحوثي بأنها الخطر الوجودي الأكبر على النظام الجمهوري والهوية اليمنية، مؤكدًا أن الجماعة الإرهابية تفرض واقعًا انفصاليًا بالقوة، وتغلق الطرق، وتنهب الموارد، وتستدعي التدخلات الخارجية لخدمة أجندة إيران التوسعية.

في المقابل، لفت إلى أن

العالم لا يزال يتمسك بوحدة اليمن

باعتبارها صمام أمان إقليمي في منطقة تهددها مشاريع التقسيم الطائفي والمذهبي.

دعم الأشقاء والتزام بالإصلاح

جدد الرئيس شكره للدعم الكبير الذي تقدمه

المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة

، مشيرًا إلى استمرار الإصلاحات في الكهرباء والطاقة والخدمات، وتركيز الحكومة على الاستحقاقات الاقتصادية في المرحلة المقبلة.

كما أكد أن المجلس لم يقمع أي احتجاج سلمي، بل اعتبر تظاهرات المواطنين – وفي مقدمتها تظاهرات النساء في عدن – محفزًا لتسريع وتيرة العمل وتحسين الأداء.

????️

جاهزية لمواجهة أي تصعيد

أعلن الرئيس عن تعزيز جاهزية القوات المسلحة والأمن لمواجهة أي تصعيد حوثي، في حال استمرار الجماعة في تجاهل قرارات الشرعية الدولية، رافعًا شعار "لا وحدة مع المليشيا، بل وحدة من أجل الدولة والجمهورية".

✍️

ختام الخطاب: وحدة من أجل العدالة لا الهيمنة

اختتم الرئيس العليمي خطابه بالتأكيد على أن

الوحدة التي ينشدها اليمنيون هي وحدة المواطنة والعدالة، لا وحدة القمع والتمييز

، داعيًا إلى توحيد الخطاب الوطني، وتجديد العهد من أجل استعادة الدولة ومواجهة الأخطار المشتركة.