22 مايو .. ذكرى الوحدة في زمن الانقلاب .. اليمنيون بين حلم الدولة وكابوس الحوثي
تحل الذكرى الخامسة والثلاثون للوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو، واليمن يرزح تحت وطأة واحدة من أسوأ الأزمات السياسية والإنسانية في تاريخه، بعد أن مزّقت عصابة الحوثي أوصال الدولة، وأشعلت حربًا دامية لا تزال تحصد الأرواح وتعمّق المعاناة منذ أكثر من 10 سنوات
.
في 22 مايو 1990، شهد اليمن محطة تاريخية فارقة بتوحيد شطريه الشمالي والجنوبي في كيان وطني واحد، لتُطوى بذلك عقود من الانقسام والصراعات. كانت تلك اللحظة تتويجًا لحلم طال انتظاره، تحقق بقيادة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية السابق، الذي استطاع، بإرادة وطنية صلبة ورؤية استراتيجية، أن يحقق إنجاز الوحدة، ويجسّد تطلعات اليمنيين في دولة جامعة، مستقرة وقوية.
مثّلت الوحدة يومها شعورًا جماعيًا بالفخر والانتماء، وأعادت لليمنيين الأمل بمستقبل يسوده الأمن والعدالة والتنمية.
وقد ظل حلم الوحدة حيًّا وملهمًا لليمنيين خلال سنوات الدولة في عهد الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، حيث تحققت العديد من المنجزات على طريق بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها. غير أن هذا الحلم بدأ يتلاشى فعليًا منذ انقلاب عصابة الحوثي في سبتمبر 2014، الذي أطاح بمؤسسات الدولة، وفرض واقعًا مأساويًا قائمًا على القمع والطائفية ونهب الموارد، مما أدى إلى تمزيق الهوية الوطنية وتقويض مشروع الوحدة في وجدان اليمنيين.
يقول محمد الزبيدي، نازح من محافظة الحديدة :"الوحدة كانت بالنسبة لنا مشروع عدالة ومساواة، لكنها فقدت معناها حين استُبدلت الدولة بعصابة تحكم بالحديد والنار، وتفرض الجبايات باسم الخُمس، وتبني سلطتها على العقيدة العنصرية."
فيما يقول عادل القدسي "موظف "منذ الانقلاب، خسر اليمنيون الكثير مما تحقق بعد الوحدة:" انهار الاقتصاد، وانهارت معه قيمة الريال اليمني، وتوقفت الخدمات الأساسية، من كهرباء، ومياه، وتعليم.
يضيف:"تعطلت مؤسسات الدولة، وتحوّلت الوظائف العامة إلى أدوات للابتزاز والولاء، واختنقت الحريات، وتفشت حملات القمع خصوصا في مناطق سيطرة عصابة الحوثي"..
لقد شهد اليمن خلال سنوات ما بعد الوحدة، تحسنًا ملحوظًا في مستوى معيشة المواطنين، وتوسعت شبكة الخدمات العامة، وبدأ اليمنيون يقطفون ثمار الاستقرار في حياتهم اليومية، من تعليم، وعمل، وتنقل، وسفر.
كانت الدولة حاضرة في تفاصيل حياة الناس، تعطيهم الأمان، وتمنحهم فرص التخطيط لمستقبل أفضل.
وبحسب "أم ناصر"، معلمة: "كنا ننتظر راتب الشهر ونخطط للعيد والسفر. اليوم ننتظر سلة غذائية من منظمة، أو دواء لطفل مريض".
في الوقت الذي يعيش فيه اليمنيون بين النزوح والفقر، تواصل عصابة الحوثي تنظيم فعاليات دعائية تتحدث عن "الصمود"، بينما تواصل قمع الأصوات الحرة، وإغلاق الجمعيات والمدارس، ونهب المال العام لتمويل حربها وتعزيز سلطتها.
يؤكد ناشطون وسياسيون أن انقلاب عصابة الحوثي لم يمزق جغرافيا اليمن فحسب، بل مزّق الذاكرة الوطنية، وأفرغ مشروع الوحدة من مضمونه الجامع.
ويجمع كثيرون على أن مواجهة مشروع عصابة الحوثي واجتثاثه هو السبيل الوحيد لإحياء روح الوحدة، وإعادة الاعتبار للدولة اليمنية الحديثة، تلك التي حلم بها اليمنيون وسعوا لبنائها بقيادة الشهيد علي عبدالله صالح، الذي آمن أن الوحدة ليست فقط توحيد جغرافيا، بل توحيد هوية ومصير.
الوحدة اليمنية كانت وستظل منجزًا تاريخيًا وركيزة وطنية، لا يمكن التفريط بها رغم كل التحديات. ومهما كانت المؤامرات، فإنها ستتحطم على صخرة صمود اليمنيين، الذين يثبتون مع كل أزمة أنهم أوفياء لقيمهم ووطنهم.
وفي ظل الشتات والنزوح والانقسام، يعود السؤال المؤلم في كل ذكرى للوحدة اليمنية في 22 مايو: "هل يمكن لليمن أن يستعيد مشروع الوحدة كدولة حقيقية لكل اليمنيين؟ أم أن الكابوس الحوثي سيبقى حاجزًا أمام حلم الجمهورية والوطن الواحد؟!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
في زمن تتعاظم فيه التحديات وتشتد فيه المؤامرات على أمن واستقرار وطننا الجنوبي، يبرز الرجال العظام بم
حذر الصحفي اليمني المعروف سيف الحاضري من خطورة الأحداث المتصاعدة في محافظة مأرب، مشيرًا إلى أنها تشك
إسرائيل تتوعد الحوثيين برد مدوٍ بعد صاروخ الليلة السوداء...تل أبيب تحت التهديد