كتب / أبوبكر المنصوري

تمر علينا الذكرى الحادية والثلاثون لفك الارتباط بين الدولتين، وتجدد فينا العهد باستعادة الدولة الجنوبية بكامل سيادتها الوطنية. هذه المناسبة التاريخية تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والمعاني العميقة، حيث نعود بالتاريخ إلى الوراء لنسترجع لحظة فارقة في مسيرة شعب الجنوب.

في عام 1990م، تم إعلان الوحدة اليمنية بين الدولتين الشمال والجنوب، ولكن سرعان ما اتضح أن هذا التوحيد لم يكن سوى وهمًا. لقد واجه الجنوب تحديات كبيرة جراء السياسات التي اتبعتها الحكومة في صنعاء، والتي أدت إلى تهميش الجنوب اقتصاديًا وسياسيًا. كما أنّ هذه السياسات أدت إلى تدمير البنية التحتية للجنوب، وحرمان شعب الجنوب من أبسط حقوقه في التعليم والرعاية الصحية والعمل.

عندما أدرك الجنوبيون أن الوحدة اليمنية لم تكن سوى احتلال لدولة الجنوب وطمس لهوية شعبها والبسط على ثرواتها وأقصى شعبها من أبسط حقوقهم، أعلنوا فك الارتباط في 21 مايو 1994م، كمحطة مفصلية تاريخية. ولكن للأسف، لم يكن هذا الإعلان كافيًا لاستعادة السيادة الجنوبية، حيث بدأت الحرب بين الدولتين الشمال والجنوب وانتصر الشمال على الجنوب في الحرب، وتم فرض الوحدة اليمنية على الجنوبيين بالقوة.

بعد مرور 31 عامًا على إعلان فك الارتباط، يظل هدف استعادة الدولة الجنوبية هو الغاية التي يسعى إليها شعب الجنوب. هذا الهدف يمثل إرادة شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه، وفي بناء دولة مدنية قوية ومستقرة. استعادة الدولة الجنوبية تعني العودة إلى ما قبل عام 1990م، حيث كانت للجنوب دولته المستقلة وسيادته الوطنية.

إنّ استعادة الدولة الجنوبية تعني أيضًا بناء اقتصاد قوي ومزدهر، وتوفير فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية لشعب الجنوب. نحن على ثقة بأنّ شعب الجنوب سيحقق أهدافه، وسيبني دولة قوية ومستقرة، دولة تليق بتضحياته وبطولاته.

شعب الجنوب متمسك بحقوقه، وسيواصل نضاله من أجل استعادة دولته وسيادته الوطنية. استعادة الدولة الجنوبية هي مسألة وقت، وإنّ شعب الجنوب سيبقى صامدًا وقويًا في وجه كل التحديات.