دعا السياسي والصحفي اليمني المخضرم نجيب غلاب إلى إعادة ترتيب الأولويات على الساحة الإقليمية، وذلك خلال تصريحات صحفية حديثة أطلق فيها رؤية طموحة لاستعادة الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر غلاب أن "النقلة الأهم" التي يجب أن تتصدر أجندات صانعي القرار هي إقامة

الدولة الفلسطينية المستقلة

بحدود واضحة ومُعترف بها، كمدخل حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل في بلاد الشام.

وأكد غلاب أن التسوية السياسية الدائمة في المنطقة لا يمكن أن تُبنى إلا على أساس حل عادل للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا الحل يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق التوازنات الجديدة، كما أنه الشرارة اللازمة لإطلاق عملية سلام شاملة بين

إسرائيل من جهة، وسوريا ولبنان من جهة أخرى

.

وفي سياق متصل، لفت السياسي اللبناني إلى ضرورة انخراط

العراق

في إطار "المشروع الإبراهيمي"، الذي يهدف إلى تعزيز التفاهمات الإقليمية وتقوية الروابط الاقتصادية والسياسية بين الدول المؤمنة بالتعايش والسلام. ورأى أن هذا الانضمام لن يتم إلا عبر اتخاذ موقف صلب وواضح من النفوذ الإيراني المتغلغل داخل مؤسسات الدولة العراقية.

وشدد غلاب على أن تحقيق هذه التحولات الكبرى يمر حتماً عبر

مواجهة قوية وحاسمة مع ما وصفه بـ"أذرع الملالي الخمينية" المنتشرة في عدد من دول المنطقة

. واعتبر أن

جماعة الحوثيين في اليمن

تمثل "أخطر هذه الأذرع"، نظراً لقدرتها على زعزعة الأمن الإقليمي وتهديد خطوط الملاحة الدولية واستخدام الصراع كورقة ضغط إيرانية في الصراعات الإقليمية.

وقال إن "تحرير اليمن من قبضة الحوثيين يجب أن يكون الخطوة الأولى والحاسمة في هذا المسار"، مشدداً على أهمية دعم القوى الوطنية اليمنية القادرة على استعادة الدولة وبناء مستقبل خالٍ من التدخلات الخارجية.

وفي ختام تصريحاته، أكد غلاب أن المنطقة تمر بمنعطف تاريخي، وأن "التحولات القادمة باتت لا مفر منها". ودعا إلى توحيد الجهود بين الدول المعتدلة والقوى الحية في المجتمعات العربية من أجل مواجهة التحديات المشتركة، وإعادة تشكيل الخارطة السياسية في الشرق الأوسط بما يخدم مصالح الشعوب ويحقق السلام والأمن والاستقرار على المدى البعيد.