استيقظ سكان الأحياء الشرقية لمدينة تعز على سلسلة انفجارات عنيفة هزت المنطقة صباح اليوم الخميس، في تصعيد جديد يعكس حالة التوتر التي تشهدها المدينة منذ سنوات.

وأفاد شهود عيان بأن القصف المدفعي المكثف الذي نفذته مليشيا مسلحة بدأ منذ الساعات الأولى من الفجر، واستهدف مواقع متفرقة في تلك الأحياء، ما أدى إلى حالة من الهلع والخوف بين صفوف المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، الذين اضطروا للخروج من منازلهم فزعين بحثًا عن أماكن آمنة.

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه أعمدة الدخان من عدة مواقع مستهدفة، أكد السكان أن أصوات الانفجارات كانت سمعها في معظم أنحاء المدينة، مما زاد من حالة القلق والترقب التي تسود المناطق المجاورة.

ولم ترد حتى الآن تقارير مؤكدة حول حجم الخسائر البشرية أو المادية الناجمة عن هذا القصف العنيف، فيما لا تزال جهود انتشال الضحايا وتقدير الأضرار جارية من قبل فرق الإنقاذ المحلية.

ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الاشتباكات المتقطعة والتوتر الأمني الذي تعاني منه مدينة تعز، والتي باتت رمزًا لمعاناة المدنيين في مناطق النزاعات المسلحة. ويعيش السكان في ظروف إنسانية صعبة نتيجة تردي الخدمات الأساسية، ونقص الغذاء والماء والدواء، وانعدام فرص الوصول إلى المستشفيات بسبب الحصار والتدهور الأمني.

وأعرب عدد من الأهالي عن استيائهم البالغ من الوضع القائم، وناشدوا المنظمات الإنسانية والدولية التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات المستمرة، وحماية المدنيين من القصف العشوائي، وتوفير ضمانات حقيقية لسلامتهم.

ودعا ناشطون محليون إلى تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حماية السكان الأبرياء، وإيجاد حل سياسي شامل للأزمة المستمرة في اليمن، التي دخلت عامها الثامن دون أفق واضح للحل.

وتُعتبر تعز من أكثر المدن تأثرًا بالصراع، حيث تعرضت لسنوات من الحصار والحرب، ما خلف آلاف الضحايا من المدنيين، وأدى إلى تشريد الآلاف ودمار كبير في البنية التحتية.