في تصعيد جديد لسياسة الترهيب التي تنتهجها ضد المواطنين المناوئين في مناطق سيطرتها، أقدمت ميليشيا الحوثي، صباح الأحد، على تفجير عدد من منازل المواطنين في منطقة "غارب السودة" بمديرية قفلة عذر شمال محافظة عمران، ضمن حملة ممنهجة تستهدف القبائل الرافضة لهيمنتها المسلحة.

ووفق مصادر محلية، فجّرت المليشيا الحوثية منازل آل باكر الوروري بعد تفخيخها بعبوات ناسفة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل وتسويتها بالأرض، بذريعة أن بعض أفراد الأسرة ينتمون لقبائل مناهضة للجماعة. وأضافت المصادر أن العملية نُفذت بأوامر مباشرة من القيادي الحوثي علي يحيى عشيش، المكنى "أبو محمد"، الذي ينتحل صفة مدير المديرية والمدير الأمني المعيّن من قبل الجماعة في المنطقة.

وأثار هذا الاعتداء الوحشي حالة من الغضب العارم في أوساط الأهالي وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن إدانتهم لسياسة تفجير المنازل، واعتبروها أسلوباً ثابتاً لدى الحوثيين لترهيب المواطنين وإخضاع القبائل المناهضة لمشروعهم الطائفي بالقوة.

وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الانتهاكات الحوثية بحق أبناء قبائل محافظة عمران، خصوصًا أولئك الرافضين للتجنيد الإجباري أو للوجود المسلح في قراهم، في ظل صمت دولي مقلق إزاء هذه الممارسات القمعية بحق المدنيين.

تأتي هذه الجريمة، في الوقت الذي تزعم مليشيات الحوثي، التضامن مع قطاع غزة المحاصر، الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية منذ أكتوبر 2023.

يُشار إلى أن جماعة الحوثي اعتادت منذ انقلابها على الشرعية في 2014 تفجير منازل خصومها ومعارضيها، حيث تجاوز عدد المنازل المدمرة 900 منزل في عدة محافظات، في دلالة على الطبيعة الإرهابية والسياسات العقابية التي تنتهجها الجماعة المسلحة ضد الشعب اليمني.