شددت الرئاسة المصرية على أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تناول بشكل صريح أهمية حماية استقرار اليمن وصون مقدراته، ضمن حوار شامل حول أزمات الشرق الأوسط.

وأكدت الرئاسة المصرية، في بيان عصر اليوم الأحد، طالعه "المشهد اليمني" أن الرئيس السيسي استعرض مع مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والشرق أوسطية والأفريقية، الأوضاع الراهنة في المنطقة، مع التركيز على الملف اليمني، وضرورة الحفاظ على سيادة الدول العربية، في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيدات وتحولات.

السيسي يستقبل مستشار ترامب وسط حضور رفيع المستوى

اللقاء، الذي عُقد في القاهرة، شارك فيه كبار المسؤولين المصريين والأمريكيين، من بينهم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة هيرو مصطفى، ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال أفريقيا جوشوا هاريس.

ونقل المستشار الأمريكي تحيات الرئيس ترامب إلى الرئيس المصري، وهو ما قابله السيسي بالتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وحرص مصر على مواصلة تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، رغم الملفات الخلافية المطروحة بين الطرفين مؤخرًا.

وجاء في اللقاء، التشديد المصري على أهمية الحفاظ على استقرار اليمن وحماية وحدته ومقدراته، ضمن موقف متوازن يدعم الحلول السياسية ويرفض التدخلات التي تقوّض السيادة الوطنية لأي دولة عربية.

كما تطرّق النقاش إلى الأزمات المتشابكة في ليبيا ولبنان والسودان، حيث أكد السيسي موقف مصر الداعم للتسويات السياسية المستندة إلى إرادة الشعوب، لا سيما في ليبيا التي قال إن مصر أكثر الدول تضررًا من حالة عدم الاستقرار فيها.

وفي الملف الليبي، شدد السيسي على ضرورة التوافق على حكومة موحدة تتمتع بالمصداقية، وتحظى بدعم سياسي من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي، وتكون قادرة على تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.

غزة والوساطة الثلاثية

وفي ما يتعلق بحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، أكد السيسي ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، مشيدًا بالتنسيق المشترك بين مصر والولايات المتحدة وقطر في جهود الوساطة، ومؤكدًا أن القاهرة حريصة على استمرار هذا التنسيق في المرحلة المقبلة.

من جانبه، أعرب مستشار ترامب عن حرص الإدارة الأمريكية على استمرار التعاون مع مصر، بما يضمن استعادة الهدوء الإقليمي وخدمة مصالح جميع الأطراف.

ويأتي هذا اللقاء في ظل تقارير تتحدث عن فتور في العلاقات المصرية الأمريكية عقب فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية في يناير 2025، من أبرز مؤشراته مطالبة الإدارة الأمريكية بإعفاء سفنها من رسوم قناة السويس، وهو ما رفضته القاهرة بوصفه مساسًا بالسيادة الاقتصادية المصرية، إضافة إلى الموقف المصري الرافض لأي خطة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.