هاجم الكاتب السياسي هاني البيض، نجل رئيس جنوب اليمن الأسبق علي سالم البيض، المجلس الانتقالي الجنوبي على خلفية إطلاق عناصره النار على متظاهرين في العاصمة المؤقتة عدن، احتجاجًا على تدهور الخدمات.

وقال البيض في تصريح نشره على حساباته بمواقع التواصل، رصدها "المشهد اليمني" إن "استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين جريمة مدانة، ولن يبررها أي غطاء سياسي أو أمني"، مضيفًا: "من يدّعي تمثيل الناس لا يطلق النار عليهم، مهما كان خروجهم أو عصيانهم المدني، ومن يتحدث عن القضية الجنوبية لا يقمع أبناءها".

واعتبر البيض أن ما يمارسه المجلس الانتقالي "هو استبداد بغطاء شعارات وطنية، وقد يدفع ثمنه سياسيًا وشعبيًا"، مؤكدًا أنه "ناصح" في هذا السياق.

وفي ختام حديثه، وجّه البيض تحية إلى ما أسماه "التيار الوطني الجنوبي الحر في المجلس الانتقالي"، متمنيًا أن يكون صوته "أقوى وأفضل من قبل"، باعتباره محل رهان من أبناء الجنوب وكل القوى السياسية في الساحة اليمنية.

وأمس السبت، أقدمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، على تفريق تظاهرة حاشدة في ساحة العروض بمديرية خور مكسر، عبر إطلاق الرصاص الحي في الهواء، واقتحام منصة ساحة العروض بالقوة لتفريق المحتجين، ومنع خروج المظاهرة إلى بقية شوارع المدينة.

وخرج آلاف المواطنين للاحتجاج على تردي الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه، إضافة إلى المطالبة بصرف الرواتب المتأخرة ووقف الانهيار المعيشي.

الانتقالي يطلق النار في محاولة فاشلة لقمع مظاهرة شعبية غاضبة في عدن ”فيديو”

ورفع المحتجون لافتات تطالب بإسقاط نظام المجلس الانتقالي الجنوبي، وبتحسين الأوضاع المعيشية، وسط حالة من الغضب الشعبي المتصاعد تجاه استمرار الأزمة الخدمية وتدهور الأوضاع الاقتصادية في العاصمة المؤقتة، والتي تخضع لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أعوام.

وعقب ذلك بساعات، أصدر المجلس الانتقالي المسيطر على عدن، عبر "اللجنة الأمنية" قرارًا بمنع المظاهرات "مؤقتًا" تحت مبرر الحرص على الأمن العام.

وأثار القرار ردود فعل غاضبة، حيث وصفه ناشطون سياسيون وصحفيون مقربون من المجلس الانتقالي، بالقرار الكارثي.

ويشهد الشارع العدني مؤخرًا موجة احتجاجات متكررة تعكس حجم المعاناة اليومية للسكان، في ظل تصاعد المطالبات بإصلاحات حقيقية وتحسين أداء السلطات المحلية والخدمية.

ومن المتوقع أن تمتد ما وُصفت بـ"ثورة الجياع" إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، التي تصادر مرتبات الموظفين وتنتهك حقوق المواطنين، في ظل وضع متردٍ يُعدّ الأسوأ على مستوى البلاد.