في كلمة مُفصَّلة خلال القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، وجَّه الرئيس الدكتور رشاد العليمي تحية شكر إلى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على الاستضافة الكريمة للقمة، مُثمِّناً الجهود البحرينية برئاسة الملك حمد بن عيسى خلال الدورة السابقة.

وأكد العليمي أن القضية الفلسطينية تظل "في قلب الأمة ووجدانها"، مُشدِّداً على رفض اليمن القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو ترحيلهم، واصفاً إياها بانتهاك صارخ للقانون الدولي.

ودعا إلى تفعيل دور اللجنة الوزارية العربية لمواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية لتغيير التركيبة الديموغرافية في الأراضي المحتلة، مع تأكيد التزام بلاده بالسلام العادل القائم على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

وفي سياق متصل، حذَّر العليمي من تصاعد التهديدات الإرهابية "العابرة للحدود"، والتي لم تعد تقتصر على الشأن المحلي، بل امتدت لتُهدِّد الأمن البحري العالمي عبر استهداف الممرات الاستراتيجية.

ووصف التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، ودعم المليشيات المارقة، بأنها "تمزق نسيج الدول الوطنية"، مُطالباً بتحويل قرارات القمم العربية إلى إجراءات عملية تعزز الأمن الجماعي.

وأشار إلى أن اليمن، الذي يُخوض معركة وجودية ضد مليشيا الحوثي منذ عقد، بات أكثر تصميماً على إسقاط مشروعها المدعوم خارجياً، بعد فشل كل محاولات إقناعها بالتخلي عن العنف وخرق القانون الدولي.

وفي إطار الدعم العربي، أشاد العليمي بدور التحالف بقيادة السعودية والإمارات في دعم صمود الشعب اليمني، داعياً القمة إلى تبني قرارات حازمة لتصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية"، تنفيذاً لقرار جامعة الدول العربية.

ولفت إلى أن هذا التصنيف سيكون رسالةً واضحةً لجميع المليشيات التي تنازع الدول حقها في احتكار السلاح، وسيسهم في استعادة السلام بالمنطقة.

كما طالب بتبني مبادرات جماعية لإغاثة الشعوب المنكوبة وإعادة إعمار مؤسساتها المدمرة، كـ"سبيل أمثل لمحاربة الإرهاب وبناء سلام مستدام".

وعلى صعيدٍ آخر، هنَّأ العليمي سوريا برفع العقوبات الأمريكية، مُثمِّناً جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تحقيق هذا الإنجاز.

كما أشاد بنتائج زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات، ووجَّه شكراً خاصاً لمصر لاستقبالها النازحين اليمنيين الهاربين من "بطش الحوثيين".

واختتم العليمي كلمته بتأكيد التزام اليمن التاريخي بالثوابت العربية، مُذكراً بأن بلاده ستظل "عمقاً أصيلاً وسنداً لقضايا الأمة"، رغم التحديات التي تواجهها.

ودعا إلى توحيد الجهود لصون الأمن القومي العربي، مُعرباً عن أمله في أن تُترجم القمة تطلعات الشعوب إلى واقع ملموس.