في لقاءٍ دبلوماسيٍ بارزٍ يعكس حرص الطرفين على تعزيز الحوار الثنائي، استقبل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الخميس، القائم بأعمال السفارة الروسية لدى اليمن يفغيني كودروف، بمقر الرئاسة بالعاصمة المؤقتة عدن.

وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن، والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في خطوةٍ تُعتبر تمهيداً للزيارة الرسمية المزمعة للرئيس العليمي إلى موسكو نهاية الشهر الجاري.

ونقل السفير كودروف، في مستهل اللقاء، تحيات فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرئيس العليمي، معرباً عن تمنياته له بالصحة والسعادة، ولليمن وشعبه بالأمن والاستقرار والسلام.

من جانبه، حمّل الرئيس العليمي تحياته إلى الرئيس بوتين، متمنياً لروسيا الاتحادية وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار، في إشارةٍ إلى عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين.

وأشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالعلاقات الثنائية "العريقة والمتميزة" بين صنعاء وموسكو، مؤكداً حرص الجانب اليمني على توسيع آفاق التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يخدم المصالح المتبادلة.

كما ثمّن الدور الروسي الداعم لليمن في المحافل الدولية، لاسيما موقفها الثابت إلى جانب الشرعية الدستورية والمؤسسات الوطنية اليمنية، في ظل الأزمات المتشابكة التي يعيشها البلد العربي.

من جهته، أكد كودروف التزام بلاده بدعم الحلول السياسية الشاملة في اليمن، والتي تُحقق الاستقرار وتُعيد إعمار البلاد، وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة، بما فيها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.

كما تناول اللقاء سُبل تفعيل آليات التنسيق المباشر بين الدبلوماسيتين اليمنية والروسية، لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، لاسيما في ظل التحوّلات الجيوسياسية الراهنة.

وخُصص جزءٌ من النقاش للتحضيرات الجارية للزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس العليمي إلى موسكو، والتي يُتوقع أن تشهد توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات الطاقة، والتجارة، والدعم الإنساني، إلى جانب تبادل الرؤى حول الملفات الدولية الساخنة، مثل الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على النظام الدولي.

وأكد الجانبان أن هذه الزيارة ستُشكّل محطةً مهمةً لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مرحلةٍ تُعتبر حاسمةً في تاريخ اليمن الحديث.

وحضر اللقاء الدكتور يحيى الشعيبي، مدير مكتب رئاسة الجمهورية، في إطار التنسيق الرسمي الذي يُرافق الاجتماعات رفيعة المستوى بين المسؤولين اليمنيين ونظرائهم الدوليين.

ويُعتبر هذا اللقاء امتداداً لسلسلة اتصالاتٍ دبلوماسيةٍ مكثفةٍ تبذلها الحكومة اليمنية لتعزيز حضورها الإقليمي والدولي، وسط جهودٍ دوليةٍ لإحلال السلام في البلاد.