أصدرت إدارة أمن عدن إعلانًا تحذيريًا موجهًا إلى المواطنين، ينص على منع تنظيم أي تظاهرات أو مسيرات دون الحصول على ترخيص رسمي من الجهات المختصة.

وقد استغل البعض هذا الإعلان من الحاقدين والداعمين للفوضى، معتبرين أنه يهدف إلى تكميم الأفواه وسلب الحريات وقمع الناس وحقوقهم. لكن الحقيقة مغايرة تمامًا. فهذا الإعلان جاء حفاظًا على مصلحة المواطنين، وصونًا لحقوقهم، وحماية للسكينة العامة، وفقًا لما ينص عليه القانون اليمني.

وللتذكير، فإن القانون رقم (29) لسنة 2003 بشأن تنظيم المظاهرات والمسيرات، يضع شروطًا واضحة لممارسة هذا الحق، منها:

المادة (3):

يتمتع المواطنون، والأحزاب السياسية، والمنظمات الجماهيرية، والنقابات المهنية بحرية تنظيم المظاهرات والمسيرات السلمية، بما لا يتعارض مع الدستور وأحكام هذا القانون والقوانين النافذة.

المادة (4):

أ - يجب على من يرغب في تنظيم مظاهرة أو مسيرة، تشكيل لجنة تقوم بتقديم بلاغ مكتوب إلى الجهة المختصة قبل الموعد المحدد بثلاثة أيام على الأقل. يجب أن يتضمن البلاغ:

• تاريخ وتوقيت بدء الفعالية

• مكان التجمع والانطلاق وخط السير والنهاية

• أهداف المظاهرة وأسبابها

• الشعارات التي سترفع، على سبيل الإحاطة

• توقيع اللجنة وأسماء أعضائها ومهنهم وعناوينهم

وفي حال كانت الجهة الداعية حزبًا أو نقابة أو منظمة، يجب أن يوقّع البلاغ الممثل القانوني ويُختم بالختم الرسمي.

ب - على الجهة المختصة تزويد الجهة الداعية بإيصال مكتوب يتضمن تاريخ وساعة الاستلام واسم المستلم وتوقيعه وختم الجهة المختصة.

المادة (5):

لأسباب أمنية، يحق للجهة المختصة التنسيق مع الجهة الداعية لتعديل الموعد أو خط السير بما لا يتجاوز 24 ساعة. وإذا لم تقتنع الجهة الداعية، يمكنها الطعن أمام المحكمة المختصة، والتي تبت في الأمر خلال 72 ساعة كحد أقصى.

بناءً على ما سبق، فإن إعلان إدارة أمن عدن لا يعدو كونه تذكيرًا بالقانون وتنفيذًا لنصوصه. فالترخيص يُمنح لجهة محددة (حزبية أو مدنية)، تتحمل المسؤولية في حال وقوع أي أعمال شغب أو تخريب للممتلكات العامة أو الخاصة.

كما يُحدد في الترخيص مكان المظاهرة وخط سيرها، لتمكين الجهات الأمنية من تأمين المشاركين، وتنظيم حركة المرور، وضمان سلامة الجميع. وتُدفع رسوم نظافة للبلدية، لتغطية تكاليف ما بعد الفعالية.

المظاهرات المنظمة والمرخصة لا تحظى فقط بالحماية، بل تُظهر أيضًا صورة حضارية ترفع من مستوى الوعي، وتمنح المطالب الشعبية قيمة ورسالة أقوى.

تحية وتقدير للعيون الساهرة على أمن عدن.

حفظكم الله، وأعانكم. أنتم من الشعب، وتنفذون القانون، لا أكثر.