دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، إلى ضرورة الحفاظ على التهدئة في البحر الأحمر، مؤكداً أنها تشكل مدخلاً أساسياً لإعادة اليمن إلى مسار السلام الشامل.

وأشار غروندبرغ إلى أن اليمن لا يزال عالقاً في دوامة التوترات الإقليمية، مع استمرار تأثير الأزمات الجيوسياسية على الأوضاع الداخلية، محذراً من أن التدهور الاقتصادي المتسارع يفاقم معاناة السكان، وسط تحديات إنسانية جسيمة.

وأوضح أن انعدام الثقة بين من وصفها بـ"الأطراف اليمنية" - إشارة إلى الشرعية المعترف بها دوليا، ومليشيات الحوثي الانقلابية التابعة لإيران - يهدد بانهيار شامل، على المستويين السياسي والاقتصادي، مشدداً على ضرورة البناء على اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مؤخراً بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، كفرصة لإحياء العملية السياسية.

وكشف المبعوث الأممي أن بعض المحافظات الجنوبية، مثل عدن، تعاني من انقطاع الكهرباء لأكثر من 15 ساعة يومياً، بينما شهدت محافظتا لحج وأبين انقطاعاً تاماً خلال الأسابيع الماضية، ما فاقم من معاناة السكان.

وفي سياق متصل، جدد غروندبرغ دعوته لجميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن، مطالباً جماعة الحوثي بالإفراج الفوري عن ما تبقى من الموظفين الأمميين المعتقلين دون شروط.

من جهته، أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الصراع في اليمن أودى بحياة نحو 1000 مدني منذ مطلع العام الجاري، في حين يعاني 1.4 مليون امرأة حامل من سوء التغذية، في ظل تراجع الاستجابة الإنسانية وضعف التمويل.

ودعا المنسق الإنساني مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تضمن حماية المدنيين وتحسين وصول المساعدات، محذراً من تفاقم الأزمة إذا لم يتم التحرك العاجل على المستويين الدولي والإقليمي.