في تحول لافت يعكس ضغوطًا ميدانية متزايدة، وافقت جماعة الحوثي على وقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بما في ذلك السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ إسرائيلية، في خطوة يُنظر إليها كتنازل فعلي أمام الضربات الجوية المكثفة التي شنتها الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون خلال الأشهر الأخيرة.

ويأتي هذا القرار بعد أن نفذت امريكا واسرائيل وبريطانيا عشرات الغارات الجوية والصاروخية استهدفت مواقع إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية ومخازن الأسلحة التابعة للحوثيين.

ووفق تقارير دولية، فقد نفذ الحوثيون أكثر من 70 هجومًا على سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، ما تسبب في اضطرابات غير مسبوقة لحركة التجارة العالمية، ودفع عددًا كبيرًا من شركات الشحن إلى تحويل مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، مضيفًا أسابيع إلى زمن الشحن وتكاليف إضافية بمليارات الدولارات.

ورغم أن الإعلان لم يُطرح ضمن إطار رسمي لهدنة أو اتفاق معلن، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الجماعة أوقفت بالفعل عملياتها البحرية، في ما يبدو أنه محاولة لاحتواء التصعيد، خصوصًا في ظل تزايد المؤشرات على استعداد واشنطن أو تل أبيب للذهاب نحو خيارات عسكرية أوسع، بما في ذلك تدخل بري محدود أو دعم فصائل محلية معادية للحوثيين.

ويرى مراقبون أن هذا التحول يعكس إدراك الجماعة لتراجع قدرتها على فرض معادلة ردع بحرية مستقرة، في ظل التفوق الجوي والاستخباراتي الامريكي والاسرائيلي، والخسائر المتراكمة التي طالت قدراتها النوعية في مجال الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى.