صنعاء – اليمن الاتحادي:

لم يشهد اليمن زيارة لرئيس دولة أجنبية منذ أكثر من 15 عاماً، في مؤشر يعكس عمق العزلة الدبلوماسية التي تعيشها البلاد نتيجة الاضطرابات السياسية والحرب المستمرة منذ انقلاب ميليشيا الحوثي.

وكان آخر رئيس دولة يزور اليمن هو الرئيس التركي السابق عبدالله غول، الذي وصل إلى صنعاء في 10 يناير 2011، حيث عقد مباحثات مع الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وعدد من المسؤولين اليمنيين، في زيارة حملت حينها مؤشرات على اهتمام إقليمي بدعم استقرار اليمن وتعزيز العلاقات الثنائية.

ومنذ ذلك الحين، لم تطأ أرض اليمن أقدام أي رئيس أو ملك أو أمير، باستثناء زيارة قصيرة وسريعة استغرقت ساعات فقط في عام 2014، قام بها رئيس جيبوتي لحضور اختتام مؤتمر الحوار الوطني.

ويرى مراقبون أن غياب الزيارات الرسمية رفيعة المستوى يعكس تدهور مكانة اليمن على الخارطة السياسية والدبلوماسية الدولية، بسبب الحرب التي اندلعت عقب سيطرة جماعة الحوثي المسلحة على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وما تبع ذلك من انقلاب على الشرعية وتدخلات إقليمية ودولية معقدة.

كما أن تدهور الأوضاع الأمنية وغياب مؤسسات الدولة الفاعلة، إضافة إلى انقسام السيادة بين أطراف متعددة، يجعل من زيارة أي مسؤول رفيع مخاطرة أمنية غير محسوبة العواقب.

ويرى محللون أن عودة اليمن إلى محيطه الدبلوماسي مرهونة بإنهاء الانقلاب الحوثي، وعودة الدولة، واستعادة الاستقرار السياسي والأمني الذي يمكّن البلد من استقبال الوفود الرسمية من جديد، والانخراط في علاقات دولية طبيعية تعزز من فرص السلام والتنمية.