استدعت نيابة الصحافة والمطبوعات في العاصمة المؤقتة عدن، الشاعر فهد جعموم، للمثول أمامها يوم الخميس المقبل، بناءً على مذكرة صادرة في القضية رقم (54) لعام 2025، بتهمة "النشر العلني المخل بالحياء والمنافي للآداب العامة"، وفق ما ورد في المذكرة الرسمية.

الاستدعاء جاء بعد أيام من منشور مثير للجدل نشره جعموم على حسابه في فيسبوك، تعرّض فيه بشكل مسيء لمتظاهرات شاركن في احتجاجات نسوية حاشدة بمدينة عدن، السبت الماضي، تنديداً بتردي الخدمات العامة وتدهور العملة المحلية. واعتبر نشطاء وحقوقيون منشوره تطاولاً على نساء عدن وإساءة مباشرة للحراك النسوي السلمي.

رغم إقراره بتلقي الاستدعاء وتقديمه اعتذاراً عبر حسابه، إلا أن الاعتذار لم يوقف موجة الغضب، إذ طالبت أصوات حقوقية بمحاسبته قانونياً. وكتبت الناشطة الحقوقية هدى الصراري: "التطاول المستمر على النساء والناشطات في الفضاء الرقمي لم يعد يُحتمل... لا بد من وضع حد قانوني رادع لكل خطاب إلكتروني مسيء".

ودعت الصراري والعديد من النشطاء إلى تفعيل القوانين المتعلقة بجرائم النشر والتحريض على الكراهية، مؤكدين أن التساهل مع خطاب التحقير ضد النساء يعزز ثقافة الإفلات من العقاب ويفتح المجال لمزيد من الانتهاكات بحقهن في المجالين العام والرقمي.

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العاصمة المؤقتة عدن حراكًا نسويًا متصاعدًا، يسلّط الضوء على قضايا المعيشة، والمشاركة المدنية، وحقوق المرأة في التعبير والتنظيم، وسط بيئة لا تزال محفوفة بالتحديات الاجتماعية والأمنية.