العربي نيوز:

بدأ القصف العنيف بعد ساعات من اطلاق تهديد صريح، ردا على الهجوم الصاروخي الجديد، وسط انباء عن استهداف مخزن للصواريخ، وتطاير اعداد منها وانفجارها على نطاق واسع من محيط الموقع المستهدف بالقصف الكثيف، من القوات الباكستانية ضمن ما سمته "عملية البنيان المرصوص".

وأعلنت باكستان، فجر اليوم السبت (10 مايو)، اطلاق عملية عسكرية سمتها "البنيان المرصوص" للرد على هجوم هندي، قالت إسلام آباد: إن "الهند نفذته بإطلاق صواريخ باتجاه مراكز عسكرية مهمة، في الليلة الثالثة لأكبر مواجهة بينهما منذ عقود".

جاء هذا في اعلان للجيش الباكستاني بثه التلفزيون الحكومي في باكستان، قال: إن العملية التي أسماها الجيش "البنيان المرصوص"، أدت إلى تدمير موقع لتخزين صواريخ ‘براهموس‘ في بياس وقاعدتي باثانكوت وأودامبور الجويتين في الهند".

ونقلت وكالة الانباء البريطانية "رويترز" عن مصدر عسكري هندي قوله: إن "العمليات الجوية الهندية جارية حاليا في باكستان". موضحة أن "عدة انفجارات دوّت في مدينتي أمريتسار وجامو". وذكرت أن "الدفاعات الجوية الهندية اعترضت أجساما إثر الانفجارات".

بدوره، قال مفوض منطقة أمريتسار في رسالة للسكان على هواتفهم "لا داعي للذعر. صفارات الإنذار تدوي ونحن في حالة تأهب قصوى. لا داعي للذعر، كما حدث من قبل، أطفئوا الأنوار وابتعدوا عن النوافذ. سنبلغكم عندما نكون مستعدين لعودة التيار الكهربائي".

وأفادت وسائل إعلام هندية بأن "6 انفجارات دوّت في مدينة سريناغار التي تقع ضمن السيطرة الهندية في إقليم كشمير". ذي الغالبية المسلمة، والذي يشهد منذ استقلال الهند وتقسيمها الى ثلاث دول (الهند، باكستان، بنجلادش)، نزاعات مع السيخ والهندوس.

تسارعت التطورات عقب اعلان الجيش الباكستاني، الليلة الماضية، الخميس (8 مايو)، عن أن "الهند أطلقت صواريخ باتجاه 3 من القواعد الجوية الباكستانية". وأضاف في بيان بثه التلفزيون الباكستاني: إن "أصول القوات الجوية "لا تزال آمنة حتى الآن".

وكان المتحدث باسم الجيش الباكستاني قال، في بيان مفاجئ بثه التلفزيون الرسمي في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، "أود إبلاغكم بالنبأ الصادم بأن الهند أطلقت 6 صواريخ باليستية من أودامبور، سقط واحد منها في أودامبور وسقطت الـ5 الباقية في منطقة أمريتسار في البنجاب بالهند".

كما قال الجيش الباكستاني في بيان اخر: إن "الهند واصلت عدوانها السافر بإطلاق صواريخ على مراكز عسكرية باكستانية مهمة". مضيفا: إن "الدفاعات الجوية اعترضت معظم هذه الصواريخ، وأن ما لم يتم اعتراضه أخفق في الوصول لأهدافه".

وتابع: إن "على الهند أن تستعد لردنا وقواتنا جاهزة للدفاع عن أراضيها ومجالها الجوي وأمنها القومي". مشيرا إلى أنه في وقت سابق الجمعة، أسقطت الدفاعات الجوية 77 طائرة مسيرة هجومية إسرائيلية الصنع تابعة للهند، استهدفت المناطق المدنية".

في السياق، قال مدير إدارة العلاقات العامة بالجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف تشودري: إن "عدد القتلى المدنيين جراء الهجمات الهندية ارتفع إلى 33 مدنيا، وبلغ عدد المصابين 62 شخصا، مؤكدا أن "الجيش الباكستاني لم يفقد أيا من عناصره".

من جهتها، أعلنت هيئة المطارات الباكستانية أن "المجال الجوي للبلاد سيظل مغلقا أمام جميع أنواع الرحلات من الساعة 03:15 من فجر السبت حتى 12:00 ظهرا بالتوقيت المحلي". في اشارة الى استمرار الهجمات الصاروخية.

في المقابل، أعلنت الهند، أمس الجمعة، أنها تعرضت لهجمات بمسيّرات باكستانية استهدفت أنحاء كشمير والبنجاب في شمال غرب البلاد. مجددة اعلان "اغلاق 24 مطارا" و"استمرار تعليق حركة الطيران حتى الأسبوع المقبل".

وحثت مجموعة الدول السبع كلا من الهند وباكستان على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، ودعتهما إلى "الانخراط في حوار مباشر" مع تصاعد الأعمال القتالية بين الجارتين النوويتين، تجنبا لعواقب كارثية على مختلف الصعد.

يأتي هذا بعدما وجهت الهند، ليل الأربعاء (7 مايو)، ضربات صاروخية استهدفت ما وصفته "أوكارا إرهابية داخل الأراضي الباكستانية"، عقب هجوم بمنطقة بهلغام في إقليم كشمير أدى لمقتل 26 شخصا في (22 أبريل) الفائت.

وقالت وزارة الدفاع الهندية في بيان: إن "ضرباتها استهدفت 9 مواقع تابعة لجماعات مسلحة". بينما قالت باكستان إن "الضربات أصابت 6 مواقع مدنية وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين"، وأعلنت "اسقاط 5 طائرات حربية هندية".

يشار إلى أن مراقبين اقليميين ودوليين، لم يستبعدوا ضلوع الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية، في تغذية انفجار الموقف بين باكستان والهند، باعتبارهما من كبريات الدول النووية والاقتصادية في تكتل دول "البريكس" الذي يضم روسيا والصين.