تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
تعز و رحلة البحث عن قطرة ماء
86 قراءة  |

تعز و رحلة البحث عن قطرة ماء

قبل 2 دقيقة

تعاني تعز هذة الأيام من تصحر شديد وشحة في الماء وجفاف أشد، كتصحر أرواحنا المتعبة في هذه المدينةالتي صارت تحملنا ما لا نطيق من العناء. أصبحنا نبحث عن الماء بحثًا جما بعد أن ارتفعت أسعار الوايتات بشكل مبالغ فيه. ورغم ارتفاع أسعارها بنسبة 50 في المائة عن السابق، إلا أننا لا نجدها وأصحاب الوايتات صاروا كالأمراء نبحث عنهم وتلفوناتهم مغلقة وما من مجيب

.

كل ذلك يحدث في ظل غياب السلطة المحلية في تعز عن ضبط أسعار الوايتات والتخفيف عن معاناة التعزيين.

في تعز تحولت الحياة ل( عطش وجدب ووجوه شاحبة)، و صار الكد يفرض معاناته على كل من يسكن هذه المدينة- وبلا استثناء- من كبيرها ورجالها ونساءها وعجائزها، مرورا بأطفالها الذين تحملوا أيضًا تبعات أزمة انعدام الماء الخانقة لأكبادهم قبل حناجرهم, تحملوها بتركهم لمدارسهم ولمستقبلهم وحملهم "جالونات الزيت" والذهاب للمساربة من مسافات بعيدة,  والجميع يقف مكتوف اليدين أمام أزمة عصفت بهذه المدينة المنهكة الصابرة على مرارات الجراح..

فلماذا يُغض الطرف عن همومها وكأنها مدينة لا تعني أحد وكأن من فيها أناس من كوكب آخر ولا يستحقون الحياة؟.. لماذا كلما لاحت بوادر حلول غطاها تراب النسيان واللامبالاة وكأنه مكتوب علينا العطش واللظى والحرمان والشقاء وبتر كل مقومات العيش والحياة الكريمة لهذه المدينة؟.

قد كتبت الأقلام كثيرًا عن هذه الأزمة، وسالت بدلًا عن الحبر دمًا جارفًا لجدب تعز إنما حبرها -وللأسف الشديد- ذهب وولى أدراج عجز الدولة وإعاقة المسؤولين الدائمة بحجة أن ما باليد حيلة وليس بالإمكان أفضل مما لم يكن.. اجل تحوّلت مدينتنا بمسؤوليها إلى حفنة من المشلولين دماغياً والمعوقين حركياً والعاجزين عملاً وفعلاً، ولم نعد نرتجي منهم رجاء ونجهل من أين نأتي بمن يحمل قضايا هذا الوطن على مهجته وكأنه نبض وريد.!

في تعز وبكل ألم تظل بيوتنا عارية ومحرومة من زيارة قطرات المياه فيها، فكيف تتوقعون أن يكون حالنا من كافة النواحي؟؟. مخطأ جداً من يظن أن نتائج هذه الكارثة والجدب التعزي هي نتائج وقتية وتنتهي لمجرد أن نجد قطرات ماء، بالعكس تماما, لأن نتائجها قاتلة وقد ألقت بمخالبها المخيفة على كل شيء في تعز, ومنها تفرخت أزمات كثيرة اجتماعية وثقافية وفكرية وتعليمية تتمثل في إجبار الأطفال على ترك مدارسهم لسأب الماء. وأيضًا مشاكل بيئية تمثلت في قذارة البيوت والشوارع وانتشار الآفات والأمراض والأوبئة والتلوث العظيم.

بالإضافة إلى آثار مستقبلية وهذه أخطر النتائج وتتمثل أولا في الجفاف الذي يهدد تعز نتيجة استنزاف الآبار بسبب تزايد عدد وايتات الماء التي تستنزف هذه الآبار.. ثانيا هجر الجيل للدراسة وبما ينذر بتحويلهم مستقبلا إلى بلاطجة ناقمين على هذا الوطن.. ثالثاً حصر الناس بمشكلة إرواء عطشهم فقط بمعنى لا تفكير آخر ولا إبداع ولا تنمية ولا تطوير لهذه المدينة مادام أهلها فقط يفكرون بقطرات الماء.

رابعاً وهو الأهم يقين التعزيين أنهم غرباء في بلدهم وما عاد لهم وطن يحتوي ألمهم وحرقة أكبادهم.

وما زلنا في رحلة بحث مضنية عن قطرة ماء.. تعبنا.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 756 قراءة 

الشرعية تفجرها في وجه زعيم الحو ثيين وتؤكد: مجرد "صورة وصوت"


العربي نيوز | 667 قراءة 

وقع طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من ا


شمسان بوست | 635 قراءة 

شمسان بوست / خاص: أعربت الصين، عبر منصتها الرسمية الناطقة بالعربية، عن استعدادها للمساهمة في إعادة إ


جهينة يمن | 568 قراءة 

عاجل:تحليق طيران حربي في عدن


جهينة يمن | 414 قراءة 

أقرب إلى إيران من العرب...محامي يتهم دولتين خليجيتين بدعم الحوثيين والمحور الإيراني


المشهد الدولي | 404 قراءة 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفقد صبره من نتنياهو ويتخذ هذا القرار الذي صدم به الإسرائيليين


العربي نيوز | 380 قراءة 

كشفت شبكة اخبارية امريكية شهيرة، بالتفاصيل معلومات صادمة عن دوافع وخلفيات اتفاق الولايات المتحدة ا


جهينة يمن | 373 قراءة 

الحوثي يفاجئ الجميع ويتجه إلى هذا التصعيد على الأرض بعد التهدئة في البحر الأحمر


يني يمن | 355 قراءة 

كشفت صحيفة "بورتسودان اليوم" السودانية، عبر وثائق وصور حصلت عليها من مصادر متعددة، عن تورط


جهينة يمن | 324 قراءة 

نواب الوزراء الجدد كلهم من مكون سياسي واحد!!.. تفاصيل