تحدث الشاب جمال الابيض المتهم في قضية قتل بمدينة تعز بكلمات مؤثرة قبل إعلان حكم المحكمة بحقه .

وقال الشاب في منشور كتبه على صفحته بموقع فيسبوك التالي: 

يمكن للحظة وحدة تغيّر حياة إنسان كامل 

من ثلاث سنوات وأنا محبوس بين أربع جدران، لكن الجدران ما كانت أقسى شيء، القسوة الحقيقية كانت في قلبي… في ذاكرتي… في اللي حصل… وفي اللي أنا عايش فيه كل يوم.

أنا مش خايف من الموت، والله ما أخاف منه… لكني خايف على أمي وأبي، العجزه المساكين، على كريمتي وبناتها على اهلي اللي ما لهم سند غيري. خايف يرقدوا بلا آكل ، خايف تمرض أمي وما تلاقينا سند لها واعالجها ، خايف على أبي اللي مروا عليه أربع جلطات والحمدلله ربي يطول لي بأعمارهم خايف على بنات اختي يخوروا جعاله ومايلاقوها ويذكروا خالهم اللي ماكان يحرمهم من شيء 

وزعلان على دموع امي اللي تنتظرنا كل ليلة وتبكي حتى مطلع الشمس 

من يوم الحادثة، وأنا أموت كل يوم ألف مرة… أنا ما كنت ناوي أقتل، ولا قلبي يحمل الشر لأحد… لكن لما شفت السلاح يتوجّه لي، وشفت اثنين واقفين ضدي، وكلهم مسلحين، حسّيت أن نهايتي قربت، وما كان عندي غير لحظة أقرر فيها أني أعيش… أو أنتهي. قررت أعيش… بس الثمن كان غالي جدًا.

أنا فقدت روحي من يوم فقدناهم… وأنا آسف، آسف للدم اللي انسكب، آسف لكل وجع، آسف لكل أم فقدت ولدها…الله يعلم أني ما كنت باغي شيء إلا أحمي نفسي وأحافظ على كرامتي التي قرر أحدهم آن ينتهكها دون مبرر أو لمجرد آني أنتمي لفئة معينة غير مرغوب فيها من قبل البعض .

في السجن، تعرضت لمحاولات اعتداء وسمّوا لي الأكل، وهددوا أهلي… اصدقائي حتى كل من يرد عليت السلام ضروهم

حتى بالسجن ما سلمت من الخطر. لكني تحمّلت، مش علشان نفسي، بل علشان الناس اللي تحبني وتصدقني وتنتظرني.

أنا من أسرة كريمة ومكسوره … ما عندي أحد غير الله وأمي وأبي، وما عندهم أحد غيري. أنا مش ملاك، لكني والله ما كنت شيطان… أنا إنسان، انحط في موقف قاتل، واختار الحياة بدل الموت وقدر الله نافد لامحاله 

أقول لكل من يقرأ: أنا آسف… والله إننا آسف. وقلبي مكسور من داخل أكثر مما تتصوروا. لا أطلب غير الرحمة… لا لي، بل لأمي وأبي، اللي ما ناموا ليلة من غير خوف، من يوم تمسكت أبواب السجن عليّ.

ادعوا لي… ادعوا لأمي وأبي… ادعوا أن تمر هذه الغيمة السوداء ويرجع الحق لأهله، والسلام يعود لقلوب الكل.