أثارت تصريحات لنائب وزير الخارجية السفير مصطفى النعمان، خلال جلسة نقاشية في “معهد الشرق الأوسط”، موجة من الانتقادات الحادة وحالة من السخط بين مدوني التواصل الاجتماعي في اليمن.
النعمان في تصريحات أعاد نشرها موقع وزارة الخارجية اليمنية، الأحد، حذر من أن إضعاف جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا “دون وجود بديل قوي قد يترك فراغًا يصعب ملؤه”. وقال إن الفراغ “يمكن أن تملأه تنظيمات مثل القاعدة أو داعش، مما يهدد أمن اليمن والمنطقة بأسرها”.
هذه التصريحات الصادرة عن مسؤول يمثل الحكومة اليمنية المشردة في الخارج بسبب الحوثيين قوبلت بانتقادات حادة من قبل مسؤولين وناشطين ورأوا فيها ترويجًا لمخاوف مبالغ فيها وتجاهلًا لقدرة اليمنيين على حفظ أمنهم.
الدبلوماسي اليمني الدكتور محمد جميح، المعين سفيرًا لليمن لدى اليونسكو، كتب على حسابه في منصة “إكس”، مقالًا تساءل فيه عن دلالات هذا الطرح، قائلًا: “ما هذا التصريح؟! هل ضاقت اللغة عن المعنى؟!”.
وأبدى “جميح” في منشور له استغرابه من ربط النعمان إضعاف جماعة الحوثي بصعود محتمل لتنظيمات متطرفة، قائلًا: “وكأن اليمنيين لا يملكون خيارات أخرى”.
وتساءل جميح عن الهدف من هذه الصياغة، فإذا كان المقصود منها حث المجتمع الدولي على دعم الحكومة الشرعية لملء الفراغ المحتمل بعد سقوط الحوثيين، فإن هذه الطريقة في التعبير، بحسب رأيه، لا تخدم هذا الهدف.
كما أعرب عن خشيته من أن عدم الاستجابة لمطالب دعم الحكومة قد يُفسر على أنه “صبر على الحوثي، كي لا تكون القاعدة بديلاً عنه”، وهو ما اعتبره اختزالًا للخيارات المتاحة لليمنيين.
وانتقد جميح استدعاء خطاب الحوثيين الذي يزعمون فيه حماية مناطقهم من داعش والقاعدة، معتبرًا أن هذا الاستدعاء في خطاب يفترض فيه التركيز على “خطورة الإرهاب الحوثي” أمرًا غير مبرر.
واختتم جميح تغريدته بالإشارة إلى “أن نائب الوزير صديق عزيز”، مضيفًا: “وما كان يفترض بي الرد علنًا لاعتبارات دبلوماسية”، لكن المرحلة الراهنة “لا تحتمل اللغة الضبابية”، وأن “التعبير عن قناعتي فوق كل المناصب والاعتبارات”.
من جانبه، وصف الإعلامي والكاتب “عبدالله إسماعيل” تصريحات نائب وزير الخارجية بـ”الخطاب العجيب” الذي يساهم في “تخويف المجتمع الدولي من تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين”.
وأشار في مقال له على منصة “إكس” إلى أن هذا الخطاب يأتي في وقت كان يجب على الحكومة تقديم “تطمينات تؤكد أن اليمنيين يستطيعون حماية اليمن وصناعة الاستقرار بعد سقوط الحوثي”، وهو الخطاب الذي يتبناه المجلس الرئاسي ووزير الخارجية نفسه، بحسب قوله.
واستغرب إسماعيل إشارة نائب وزير الخارجية إلى “الفراغ” الذي قد يمنح القاعدة وداعش فرصة السيطرة، متسائلًا عن مكان وجود هذه التنظيمات في المناطق المحررة.
وتابع: “هل يقصد الجيش الوطني والتشكيلات الوطنية المنضوية تحت مجلس القيادة؟ نحن لا نرى داعش والقاعدة إلا في خطابات الحوثيين. فلماذا يتم ترديد هذه الأكذوبة؟”.
وفي حال وجود عناصر محدودة تحمل فكر القاعدة في بعض المناطق الجنوبية والشرقية، اعتبر إسماعيل أن هذا لا يبرر لنائب الوزير “تجاهل الجيش والأمن اليمني الذي يستطيع حماية كل ما هو محرر وتخويف المجتمع الدولي بعناصر هاربة في الجبال لا يتجاوز عددها أصابع اليد”.
ووصف إسماعيل الاستنتاج الضمني من تصريحات نائب الوزير بأن “بقاء الحوثي يحمي اليمن من القاعدة وداعش فحافظوا عليه” بأنه “أخطر ما في هذا التصريح الخطير والكارثي”.
وتساءل عن طبيعة الخطاب الذي يقدمه نائب الوزير للبعثات الدبلوماسية في اللقاءات الخاصة إذا كان هذا هو الطرح الذي يظهر للإعلام.
ودعا إسماعيل المجلس الرئاسي إلى الوقوف بحزم ضد هذا الخطاب الذي “يهدم جهود سنوات من العمل لتفنيد أكاذيب الحوثيين بخصوص القاعدة وداعش”.
كما طالب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان بالتواصل مع نائب وزير الخارجية للاستيضاح عن مكان وجود تنظيمي داعش والقاعدة اللذين تحدث عنهما.
من جانبه، تساءل الصحفي عبدالرقيب الهدياني في تغريدة نشرها على منصة “إكس”: هل يعقل أن هذا خطاب اليمن للخارج؟!.
وأضاف الهدياني في تغريدة مقتضبة مخاطبًا نائب وزير الخارجية: “يعني الشعب والحكومة التي تنتمي لها والجيش الذي يقاتل منذ 10 سنوات. هذا لا يكفي في نظرك؟”.
وكان “نعمان” قد قال إن الحملة الأمريكية الحالية تجمع بين ضعف في استراتيجيتها وغياب خطة سياسية واضحة.
وحذر “من أن إضعاف الحوثيين دون وجود بديل قوي قد يترك فراغًا يصعب ملؤه، يمكن أن تُملأه تنظيمات مثل القاعدة أو داعش، مما يهدد أمن اليمن والمنطقة بأسرها”.
وشدد على أن “إضعاف الحوثيين لا يمكن أن يتحقق عبر الضربات الجوية فقط”، ودعا إلى “إنشاء غرفة عمليات مشتركة وتوحيد القرار العسكري كشرط أساسي لأي نجاح ميداني”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أطاحت الأجهزة الأمنية بمحافظة حضرموت (شرقي اليمن)، بخلية تجسسية تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، ف
قال الصحفي خالد سلمان : سبعة أضعاف تنتظر اليمن مقابل حفرة على هامش وحوافي مطار بن جوريون. واضاف :
أعلنت وسائل إعلام تابعة للحوثيين في اليمن، فجر الثلاثاء، عن سقوط قتيلين و42 جريحًا في حصيلة غير نهائ
قال السياسي السعودي محمد العامر: من يعتقد بأن إسرائيل غير قادرة على إسقاط أي صاروخ أو طائرة مسيرة ف