في واقعة جديدة تجسد الفساد المتفشي في مؤسسات القطاع الصحي الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أقدم مدير مستشفى العدين العام بمحافظة إب، جمال الباشا، على افتتاح صيدلية خاصة داخل حرم المستشفى، في خطوة أثارت غضباً واسعاً في أوساط المواطنين والعاملين في المجال الطبي.

ووفقاً لمصادر طبية محلية، فإن الباشا، المسؤول المباشر عن إدارة المستشفى العام، قام بإغلاق الصيدلية الحكومية وتعطيل خدماتها، بعد أن أفرغها تدريجياً من الأدوية والمستلزمات الطبية المجانية التي كانت توفرها منظمات الإغاثة الدولية، ليؤسس بدلاً عنها صيدلية خاصة تابعة له.

وأشارت المصادر إلى أن المرضى أصبحوا مجبرين على شراء أدويتهم من صيدلية الباشا بأسعار مرتفعة، حيث منع إدخال أي وصفات طبية أو أدوية من خارج المستشفى، في سياسة احتكارية حرمت المرضى من خيارات العلاج وأثقلت كاهلهم المالي.

من جانبهم، تقدم عدد من مالكي الصيدليات القريبة من المستشفى بشكاوى رسمية إلى الجهات الصحية في محافظة إب، مستنكرين ما وصفوه بـ”الاحتكار الممنهج” الذي يقوده الباشا، بعد أن أغلق البوابة الغربية المؤدية إلى صيدلياتهم، واستحدث نظاماً إلكترونياً يربط وصفات الأطباء بصيدليته فقط.

وأكد أصحاب الصيدليات المتضررة أن هذه الإجراءات تهددهم بالإفلاس وتقطع أرزاقهم، مطالبين سلطات الحوثيين بالتدخل العاجل ووقف التجاوزات التي أضرت بالقطاع الصحي وبالمواطنين على حد سواء.

وتعكس هذه الواقعة جانباً من الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي في مؤسسات الدولة، حيث تستغل المناصب الرسمية لتكوين شبكات فساد مالي وتجاري، في ظل تردٍ كبير في الخدمات الصحية والمعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.