كتاب الرأي

أكد الصحفي معاذ نصر محفوظ أن اليمن يعيش اليوم واحدة من أحلك مراحله التاريخية، في ظل انهيار مؤسسات الدولة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مشيراً إلى أن هذا الواقع المأزوم يهدد حياة الملايين من اليمنيين الذين يعانون من الفقر، وغياب الخدمات الأساسية، وانعدام الأمل في المستقبل.

وشدد محفوظ على أن إعادة النظر في العلاقة مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، والدول الفاعلة في الملف اليمني، يمثل اليوم الخيار الوحيد والطريق الأنجع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في البلاد، مشيراً إلى أن هذا التحالف شكّل منذ عام 2015 مظلة إقليمية ودولية لدعم الشرعية واستعادة مؤسسات الدولة.

وأوضح أن هذه الشراكة – رغم ما شابها من تحديات – تظل فرصة مهمة يجب تطويرها على أسس متوازنة تقوم على الشراكة الفاعلة والمصالح المشتركة، معتبراً أن تصويب العلاقة لا يعني التبعية، بل هو ضرورة وطنية لإنقاذ البلاد من السقوط الكامل والفوضى.

ولفت إلى أن إصلاح العلاقة الخارجية لا يمكن أن يتم دون إصلاح الداخل أولاً، داعياً القوى الوطنية والمكونات السياسية إلى تجاوز الخلافات، وتوحيد الصفوف، والعمل على إصلاح مؤسسات الدولة، وتمكينها من التعاطي الجاد مع أي دعم دولي.

وأشار محفوظ إلى أن التحالف العربي والدول الداعمة لا يزالون ينظرون إلى اليمن كدولة محورية في أمن المنطقة، مؤكدًا أن الدعم الدولي لا يزال متاحًا، إذا لمس العالم جدية داخلية في الإصلاح ومحاربة الفساد، مؤكداً أن الفرصة لم تضع بعد، لكنها تتطلب إرادة صادقة وموقفًا وطنيًا شجاعًا يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

واختتم بالقول: "لقد آن الأوان لأن نصحح البوصلة نحو شراكة عقلانية مع التحالف والدول المعنية بالشأن اليمني، شراكة تقوم على دعم المؤسسات وتطلعات شعبنا، وتفتح أفقاً جديداً نحو الاستقرار والبناء والنهوض بالوطن من بين الركام".