في مشهد بات مألوفًا ومُحبطًا، حلق الدولار الأمريكي مساء اليوم في سماء عدن كأنه يستعد لدخول سباق طيران دولي، فيما ظل الريال اليمني يتعثر على مدرج الأزمة، يتوسل شفقة السياسة ويتلقى صفعات الفساد بكل "إخلاص".

الانهيار الجنوني لأسعار الصرف لم يعد مجرد أزمة اقتصادية عابرة، بل عرض يومي لفيلم درامي طويل، ببطولة حكومات غائبة، وسوق سوداء نشطة، وشعب لا يملك سوى حسّه الساخر لمقاومة هذا العبث المالي المتواصل.

وشهدت العاصمة عدن، مساء الجمعة، انهيارًا جنونيًا وغير مسبوق في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، وسط حالة من الذهول الشعبي والقلق الاقتصادي المتصاعد.

وسجل سعر صرف الدولار الأمريكي في عدن 2488 ريالًا للشراء و2506 ريالًا للبيع، بينما بلغ سعر صرف الريال السعودي 654 ريالًا للشراء و657 ريالًا للبيع، في تدهور قياسي يعتبر من الأعلى على الإطلاق.

في المقابل، حافظت أسعار الصرف في صنعاء على استقرارها النسبي، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي 535 ريالًا للشراء و537 ريالًا للبيع، وسعر الريال السعودي 139.8 ريالًا للشراء و140.2 ريالًا للبيع، ما يُبرز الفارق الكبير في قيمة العملة بين الشمال والجنوب.

ويعكس هذا التدهور الحاد في عدن اتساع الفجوة الاقتصادية بين المناطق اليمنية، في ظل غياب سياسات نقدية موحدة واستمرار التدهور المعيشي.

ويرجح مراقبون أن يشهد السوق المزيد من التقلبات في ظل غياب تدخلات حقيقية من الجهات المختصة.

وتأتي هذه القفزة الجنونية وسط غياب أي إجراءات من السلطات النقدية في عدن، ما دفع ناشطين إلى التساؤل ساخرين: "هل طُبعت النقود أم طُبعت الأزمة؟!"