قبل تنفيذ حكم الإعدام المرتقب بحقه، سرد الشاب جمال الأبيض تفاصيل اللحظات التي قلبت مسار حياته رأسًا على عقب، بعدما أطلق رصاصة من سلاحه الشخصي أدّت إلى مقتل المواطن منيب في سوق القات وسط مدينة تعز، بتاريخ 4 يونيو 2022.

يقول جمال ، الذي كان يعمل مرافقًا لمدير سابق في مكتب الثقافة بمحافظة تعز، إن الحادثة وقعت عند الساعة السادسة والربع مساءً، عندما توجه إلى سوق القات برفقة اثنين من أصدقائه، مشيرًا إلى أنهما كانا برفقته فقط لتوصيله إلى السوق وإعادته لاحقًا إلى موقع عمله، وأن لا علاقة لهما بالحادثة .

ويتابع وليد: "وصلت إلى بائع القات المعروف لدينا باسم وثيق، وهناك التقيت بصديقي عصام القحطاني، الذي كان يشتري القات من نفس البائع. بعد أن سلمت عليه، عدت إلى وثيق وطلبت منه أن يختار لي قاتًا جيدًا، وفي الجهة المقابلة كان يقف شخص لا أعرفه حينها، يُدعى منيب، والذي بدأ ينظر إليّ بنظرات ازدراء واستفزاز".

ويؤكد وليد أنه لم يكن يعير منيب أي اهتمام، ولم يسبق له أن رآه أو تعامل معه من قبل، إلا أن الأخير بدأ بتوجيه عبارات مهينة بحقه، قائلاً للبائع: "هذا العشعوش حق الثقافة"، في إشارة ساخرة إلى وظيفته كمرافق سابق.

ويضيف: "وثيق رد عليه وقال له: عيب، هذا جمال من حارتنا وآدمي محترم. ثم التفت منيب ناحيتي وقال لي: (أنت ترافق بعد مدير ..حق البنات)، وهي عبارة استفزتني بشدة. قلت له بهدوء: (عيب يا فلان، عدل كلامك)، لكنه لم يتوقف".

لحظات التوتر تصاعدت سريعًا، بحسب رواية وليد، إذ يقول: "فوجئت به يتراجع خطوتين إلى الخلف ويسحب سلاحه ويفتح أمانه. في تلك اللحظة، شعرت بخطر حقيقي، خصوصًا وأنني كنت قد تعرضت سابقًا لموقف مشابه عام 2019، عندما كاد أحدهم أن ينتزع سلاحي في شارع جمال، ولهذا كنت حذرًا".

ويروي وليد أنه ما إن رأى أصابع منيب تقترب من الزناد حتى بادر بإطلاق النار بدافع الخوف والدفاع عن النفس، لكنه لم يدرك أن هناك شخصًا آخر كان بجانب منيب يُدعى إيهاب، وأُصيب بدوره في الحادثة.

ويقول: "كل ما فكرت فيه وقتها هو النجاة من الموقف، لم أكن أعرف كم عدد الأشخاص الذين كانوا معه. أصبت منيب وأصبت إيهاب بالخطأ. وعندما أدركت ما حدث، أسرعت إلى المستشفى واتصلت بالحملة الأمنية لتسليم نفسي على الفور".

ويؤكد الشاب أن تاريخه خالٍ من أي سوابق جنائية، وأنه معروف في منطقته بسمعته الطيبة وسلوكه المسالم، لافتًا إلى أن الحادثة كانت نتيجة لحظة تهور وردة فعل خاطئة على استفزاز لفظي وتصعيد مسلح.

من المقرر تنفيذ حكم الإعدام خلال الأيام القادمة، بعد أن أدانت المحكمة المتهم بتهمة القتل العمد، في قضية أثارت الرأي العام، وسلطت الضوء على خطورة انتشار السلاح في الأوساط المدنية، وغياب ثقافة الحوار في حل الخلافات .