قال وزير النقل اليمني السابق، صالح الجبواني، إن المجلس الانتقالي الجنوبي “لم يكن يومًا مشروعًا وطنيًا، بل كان منذ تأسيسه صنيعة إماراتية صرفة أُنشئ لخدمة مصالح أبوظبي وحلفائها، وليس لخدمة شعب الجنوب”.

وأوضح الجبواني، في منشور عبر حسابه على “فيسبوك”، أن المجلس رفع في بداياته شعارات محاربة الفساد واستخدم المظاهرات والاعتصامات لتأليب الشارع ضد حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، التي كانت تعمل على تثبيت الأمن وتحسين الوضع الاقتصادي في عدن، وتوفير الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.

وأضاف أن المجلس الانتقالي استطاع آنذاك أن يحشد أنصاره تحت رايات مكافحة الفساد والمطالبة بالخدمات، حتى حوّل عدن إلى ساحة يومية للاحتجاجات، وقاد حربين ضد الحكومة في يناير 2018 وأغسطس 2019.

وأشار إلى أن مسار الأحداث كشف لاحقًا زيف شعارات المجلس الانتقالي، إذ ما إن فرض نفسه شريكًا في الحكومة عبر اتفاق الرياض، حتى انكشفت حقيقته، وسقطت أقنعته، مؤكدًا أن قادة المجلس وأذرعه التنفيذية “غرقوا في مستنقع الفساد والثراء الفاحش، وعملوا على تكريس المحسوبية ونهب المال العام لصالح فئة ضيقة باعت وطنها بثمن بخس”.

وانتقد الجبواني أداء الانتقالي، مشيرًا إلى أن الخدمات تدهورت إلى مستويات كارثية، مع استمرار أزمات الكهرباء والماء والغذاء، وانتشار الأوبئة في ظل غياب أي دور فعّال للدولة.

وأبدى الجبواني استغرابه من موقف المجلس الذي كان يعتبر المظاهرات حقًا مقدسًا، بينما اليوم يقمع الاحتجاجات السلمية بالرصاص الحي والهراوات، مؤكدًا أن آلة القمع لا تفرّق بين رجل أو امرأة، ولا بين طفل أو شيخ، في مشهد يعكس “الحقيقة القمعية” للمجلس.

واتهم الجبواني المجلس الانتقالي بتحويل قادته إلى بيادق في مشروع تآمري يستهدف اليمن والمنطقة بأسرها، مشيرًا إلى ارتباط هذا المشروع بالانخراط في المخططات الصهيونية وإعادة رسم خرائط السيطرة والنفوذ.

واختتم وزير النقل السابق تصريحه بالقول إن قادة الانتقالي يعيشون حياة مترفة في أبوظبي، بينما أبناء الجنوب يعانون القهر والفقر، مؤكدًا أن السكوت عن جرائم المجلس سيؤدي إلى مزيد من التمزق والانهيار، داعيًا الجنوبيين إلى استعادة قرارهم الوطني بأيديهم قبل فوات الأوان.

مرتبط