استهداف حي سكني بالعاصمة صنعاء

بران برس:

طالبت منظمة سام للحقوق والحريات، يوم الأحد 27 أبريل/نيسان 2025م، بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تتمتع بالحياد الكامل والصلاحيات الكاملة للتحقيق في حادثة الانفجار الذي وقع في حي فروة بالعاصمة صنعاء. 

وذكرت منظمة سام في بيان لها، تابعه "بران برس"، أنه في ظل تضارب الروايات بشأن الجهة المسؤولة عن هذه الحادثة "المروعة"، ومع صدور نفي رسمي من قبل القوات الأمريكية عن مسؤوليتها، تطالب المنظمة الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة. 

وشددت على أهمية منح اللجنة الصلاحيات الكاملة للوصول إلى موقع الحادثة، وجمع الأدلة، والاستماع إلى شهادات الضحايا والشهود، بما يضمن كشف الحقائق وتحقيق المساءلة الجنائية لكل من يثبت تورطه، أياً كانت الجهة المسؤولة. 

وأعربت المنظمة عن إدانتها بأشد العبارات لوقوع ما وصفته بالانفجار "الدموي" في حي فروة، والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين الأبرياء، مؤكدة أن حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة تمثل التزامًا قانونيًا وأخلاقيًا لا يجوز التهاون فيه تحت أي ظرف. 

وأكدت منظمة سام أن تحقيق العدالة للضحايا وتعزيز احترام قواعد القانون الدولي الإنساني يتطلبان اتخاذ خطوات شفافة ومستقلة بعيدًا عن الضغوط السياسية، لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، وردع ارتكاب مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً. 

ويوم الخميس 24 أبريل/نيسان 2025م، قال الجيش الأمريكي إن الانفجار الذي وقع يوم الأحد الماضي بالقرب من موقع مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العاصمة اليمنية صنعاء، نجم عن صاروخ حوثي، وليس عن غارة جوية أمريكية (في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف سوق وحي فروة). 

وأوضح متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن الأضرار والخسائر التي تحدث عنها مسؤولون حوثيون في اليمن "وقعت على الأرجح"، لكنها لم تكن ناجمة عن هجوم أمريكي. وأضاف المتحدث أن أقرب ضربة أمريكية من الموقع في تلك الليلة كانت على بعد أكثر من خمسة كيلومترات منه، وفق وكالة "رويترز" للأنباء. 

وفي الأحد الماضي، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها) مقتل وإصابة 42 شخصًا بهجوم استهدف سوقًا شعبيًا في حي "فروة" بمديرية شعوب، وسط العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة بقوة السلاح لسيطرة الجماعة المصنفة في قوائم الإرهاب، محدثًا أضرارًا كبيرة في المحال التجارية ومنازل المواطنين، إثر غارة نسبتها سلطات الجماعة للجيش الأمريكي. 

وعقب الهجوم الذي استهدف حي "فروة"، تداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر سقوط صاروخ حوثي في المنطقة بعد عملية إطلاق فاشلة للجماعة، وذلك تزامنًا مع غارات أمريكية كانت تستهدف مواقع متفرقة للجماعة في العاصمة صنعاء. 

وأفادت مصادر صحفية حينها باعتقال سلطات الجماعة نحو 30 شخصًا على خلفية تصوير حادثة القصف الذي طال سوق فروة السكني في صنعاء، حيث تم توزيع المعتقلين الثلاثين على عدد من أقسام الشرطة، مشيرة إلى أن معظمهم محتجزون حاليًا في مركز شرطة "حمير" بأمانة العاصمة. 

بدوره، اتهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها، "معمر الإرياني"، جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا بـ"تعمد استهداف المدنيين داخل مناطق سيطرتها، بهدف تأليب الرأي العام وخلق حالة من السخط تجاه العمليات العسكرية التي تتعرض لها الجماعة منذ أسابيع". 

ومنذ 15 مارس/آذار الماضي، شنّ الطيران الأمريكي مئات الغارات التي استهدفت مواقع ومخابئ ومخازن أسلحة ومقرات وغرف عمليات تابعة للحوثيين في ست محافظات خاضعة لسيطرة الجماعة بقوة السلاح، ما أدى إلى مقتل أكثر من 370 شخصًا وإصابة نحو 427 آخرين.

صنعاء

حي فروة

استهداف المدنيين