في تحليل استراتيجي جريء، كشف الباحث والمحلل السياسي السعودي الدكتور عواض القرني عن ستة مسارات محتملة لمستقبل المليشيات الحوثية على ضوء الضربات الجوية الأميركية المكثفة والتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وعبر سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي في منصة "إكس"، استعرض الدكتور القرني تحليله المستند إلى معطيات ميدانية ومعلومات استخباراتية وسياسية، معتبرًا أن الوضع في اليمن دخل مرحلة مفصلية قد تعيد رسم خريطة القوى في المنطقة.

1. الانهيار الكامل تحت القصف الأميركي:

يتوقع القرني أن تتسبب الضربات الدقيقة، التي تطال مراكز قيادة ومخازن أسلحة استراتيجية في صعدة وصنعاء والحديدة، في شلل تام لقدرات الحوثيين. ويرى أن ضربات تستهدف قيادات الصف الأول، بينهم عبدالملك الحوثي، قد تفتح الطريق لانهيار تام للجماعة المسلحة.

2. صفقة مفاجئة بين واشنطن والحوثيين:

لا يستبعد الباحث السعودي أن تسلك الولايات المتحدة مسار التفاوض المباشر مع الجماعة، في حال قررت إعطاء الأولوية لأمن الملاحة الدولية. غير أن نجاح هذا السيناريو مرهون بموقف إيران، التي تعتبر الحوثيين ورقة ضغط إقليمية لا غنى عنها.

3. تصعيد إقليمي وتحويل الحوثيين إلى أداة حارقة:

يحذر القرني من سيناريو تصعيد خطير، يتمثل في توسيع الحوثيين لنطاق هجماتهم نحو دول الخليج، بتحريض مباشر من طهران. هذا التصعيد قد يؤدي إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، تهدد الاستقرار في المنطقة وتنسف كل فرص التهدئة.

4. العودة إلى طاولة الشرعية:

أحد السيناريوهات التي ناقشها القرني هو احتمال اضطرار الحوثيين للانخراط في تفاهمات مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، تحت ضغط شعبي واقتصادي متزايد، مما قد يعيد إحياء مخرجات الحوار الوطني والمبادرات السياسية السابقة.

5. تثبيت الواقع والسيطرة على المناطق الحالية:

بحسب التحليل، قد تتجه الجماعة إلى التمسك بالمناطق الخاضعة لسيطرتها حاليًا، دون مغامرات توسعية، خصوصًا مع تراجع الدعم الخارجي وازدياد الضغوط الدولية بعد تصنيفها كجماعة إرهابية.

6. سيناريوهات غامضة وتحركات غير معلنة:

في إشارة لافتة، ألمح القرني إلى وجود مسارات أخرى غير معلنة، ربما ترتبط بتحركات دبلوماسية أو عمليات استخباراتية يجري الإعداد لها بعيدًا عن الأضواء، مؤكدًا أن الحديث عنها في الوقت الراهن ليس مناسبًا لأسباب أمنية واستراتيجية.

ختامًا، شدد الدكتور القرني على أن المشهد اليمني يتسم بتعقيد شديد، وأن مستقبل الجماعة الحوثية مرهون بكيفية إدارة الأطراف الدولية والإقليمية للمرحلة القادمة، وسط استمرار نزيف الشعب اليمني الذي يظل الضحية الأولى في حرب لا ترحم.