في خبر يبعث الأمل لملايين المرضى حول العالم، أعلن أحد أبرز أساتذة السكري في جامعة هارفارد عن إنجاز طبي كبير طال انتظاره: علاج جديد في صورة حبوب لعلاج داء السكري من النوع الثاني والسمنة، أظهر نتائج مذهلة في تجارب سريرية دولية واسعة النطاق.

الدواء الجديد، الذي تم تطويره ضمن مشروع بحثي مشترك شمل الولايات المتحدة، المكسيك، الصين، الهند، واليابان، أنهى بنجاح المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ليشكّل بذلك علامة فارقة في مسار العلاجات الدوائية التي تعتمد حتى اليوم بشكل أساسي على الحقن.

وفقًا للبيانات المنشورة، فقد سجّل المرضى الذين خضعوا للتجربة لمدة 40 أسبوعًا انخفاضًا في معدل السكر التراكمي بنسبة 1.6%، وهي نسبة تُعدّ من الأعلى بين العلاجات الحالية للسكري.

ليس هذا فقط، بل انخفض وزن المرضى المشاركين بمتوسط قدره 7.2 كغم، أي ما يعادل 7.9% من أوزانهم، وهو تطوّر لافت في علاج السمنة.

الأكثر إثارة هو أن فقدان الوزن استمر بعد انتهاء التجارب، مما يوحي بإمكانية تأثير مستدام وطويل المدى للدواء على عملية إنقاص الوزن – وهي ميزة نادرة في أغلب العلاجات المتاحة اليوم.

ويمثّل هذا الدواء أول علاج فموي من نوعه يستخدم ما يُعرف بـ"الجزئيات الصغيرة" (Small Molecule)، وهي مركّبات مبتكرة يمكن امتصاصها بسهولة من المعدة، دون أن تتأثر بالعصارات الهاضمة.

على عكس الأدوية البروتينية المعتمدة على أحماض أمينية (والتي تستلزم الحقن لضمان فعاليتها)، لا يحتاج هذا العلاج الجديد إلى حقن أو شروط زمنية محددة، بل يمكن تناوله في أي وقت من اليوم – قبل الأكل أو بعده.

من المنتظر أن يتم الكشف الكامل عن نتائج هذا الدواء خلال مؤتمر الجمعية الأمريكية للسكري المزمع عقده في يونيو المقبل، وسط ترقب عالمي واسع. وتشير التوقعات إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قد تصدر موافقتها على استخدام الدواء لعلاج السمنة قبل نهاية عام 2025، ولعلاج السكري مع بداية عام 2026، مما يمهّد لوصوله إلى الأسواق العالمية قريبًا.

يمثّل هذا العلاج نقلة نوعية في رحلة مكافحة السكري والسمنة، ويعزّز من إمكانية السيطرة على هذه الأمراض بطريقة أكثر راحة وفعالية. ومع اقتراب مرحلة الإتاحة التجارية، يبدو أن المستقبل القريب يحمل أخبارًا سارّة للمرضى الباحثين عن خيارات علاجية أكثر تطورًا وإنسانية.

المصدر

مساحة نت ـ رزق أحمد