من ضمن الملفات التي حملها وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، في زيارته الحالية إلى إيران، يأتي الصراع في اليمن، الذي كان أحد أبرز النقاط التي تضمنها اتفاق المصالحة السعودية-الإيرانية الذي رعته الصين بسرية حتى الإعلان عنه في العاشر من مارس/آذار 2023.
ورغم أن البيانات الرسمية للقاءات والاجتماعات التي عقدها الأمير خالد مع المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان، ورئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري، لم تذكر اليمن صراحة، إلا أن حضوره كان واضحًا من خلال وجود سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، الذي رافق الوزير في الزيارة.
ويُعد آل جابر المسؤول السعودي المعني بشكل مباشر بالملف اليمني، وهو الملف ذاته الذي يشرف عليه الأمير خالد حتى قبل تعيينه وزيرًا للدفاع، ويعقد لقاءات مستمرة مع القيادات اليمنية الرسمية وزعماء المكونات السياسية، آخرها استقباله لرئيس مؤتمر حضرموت الجامع وحلف القبائل، عمرو بن حبريش، في 22 مارس الماضي.
وتُعد هذه أول زيارة لوزير دفاع سعودي إلى إيران منذ مايو 1999، وتأتي ثمرة للمصالحة التي أنهت فتورًا وشبه قطيعة بين الرياض وطهران، بلغت ذروتها بعد الهجوم على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة "مشهد" عام 2016، وتفاقمت إثر تحميل السعودية لإيران مسؤولية هجمات الحوثيين بالطائرات المسيّرة على منشآت نفطية عام 2019، وهو ما نفته طهران.
وبحسب وكالة "واس"، حضر سفير المملكة لدى اليمن، إلى جانب سفيرها في طهران، اللقاءات التي عقدها بن سلمان مع الرئيس الإيراني ورئيس هيئة الأركان، بينما غاب الاثنان عن لقاء الأمير خالد مع المرشد خامنئي، الذي تسلم رسالة خطية من الملك سلمان.
وقال خامنئي خلال اللقاء إن "تطوير العلاقات بين البلدين له أعداء"، مؤكدًا على ضرورة "التغلب على هذه الدوافع العدائية، ونحن مستعدون لذلك"، مضيفًا في تغريدة على منصة "إكس": "تعاون الأشقاء في المنطقة ومساعدة بعضهم البعض أفضل بكثير من الاتكاء على الآخرين".
من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بحسب وكالة مهر، إن "إيران ملتزمة بتعزيز العلاقات الأخوية بين الدول الإسلامية"، مضيفًا أن "إيران مستعدة لتوسيع علاقاتها مع السعودية في كافة المجالات"، وأن البلدين "يمكن أن يحلا العديد من مشاكل المنطقة بالاعتماد على قدراتهما المشتركة دون الحاجة إلى تدخل أجنبي".
وأوضحت صحيفة عكاظ أن زيارة الأمير خالد بن سلمان تؤكد "حرص قيادة المملكة على تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين، في إطار الالتزام باتفاقية بكين، ورفع مستوى التنسيق والتعاون بما يحقق مصالحهما المشتركة ويعزز العلاقات الثنائية".
وأضافت الصحيفة أن الزيارة تهدف إلى "بحث مستجدات الأحداث في المنطقة، وتبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية، ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، وذلك في إطار سعي المملكة إلى "تحقيق السلام والازدهار، والانتقال بالمنطقة من النزاعات إلى مرحلة يسودها الاستقرار".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
توقع الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد فايز الدويري، السيناريوهات المحتملة للتدخل البري الأم
أُصيب أكثر من عشرين جنديًا في محور كتاف بمحافظة صعدة إثر اشتباكات بالأيادي والحجارة بين أفراد من محا