تدور عجلة الحياة والتنمية من محافظة إلى أخرى، وهذا الشيء يُفرحنا ويُسعدنا كثيراً، لا سيما وأنه يُظهر لزوار تلك المحافظة صورتها المشرقة والمشرِّفة للقائمين عليها.

كيف لا، وهو من خلال التنمية والبناء وصناعة بنية تحتية متطورة، يعكس لنا مفاتن تلك المحافظة وجمالها المختفي والمسروق بين أنقاض تلك المباني المتناثرة والمتهدمة.

ولكن حينما يتم نسيان جزء أساسي وحيوي من هذا البلد بعمد التهميش والإقصاء والإهمال، وعدم إعطاء ذي حق حقه، فهذا هو الظلم بعينه.

أبين يا فخامة الرئيس، عانت وتعاني من النسيان، من الخذلان، من الإقصاء، من الإهمال، من التهميش والحرمان.

أبين يا فخامة الرئيس، ترسو على شاطئ ليس فيه أحد سوى أشباح لأرواح سكنت منذ فترة، ورُحىً لمبانٍ كانت تعجُّ بالسكان، وأسواق تزدحم بالباعة، وطرقات تمتلئ بالمركبات.

أبين يا فخامة الرئيس، ترسو على شاطئ ليس فيه سوى ذكرى رجال كانت لهم صولات وجولات في بناء هذا الوطن الغالي، وحماية ممتلكاته وسيادة أراضيه.

أبين يا فخامة الرئيس، كانت السباقة إلى التضحية والفداء لأجل تراب الوطن الكبير، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، دون تردد أو تهاون في أداء واجبها الوطني.

أبين يا فخامة الرئيس، تشكو اليوم من ظلم قد حلَّ بها، وإهمال قد سكن بين شوارعها، ونسيان قد حطَّ رحاله في أوساطها، وتهميش قد رمى بنفسه في مفاتنها.

أبين يا فخامة الرئيس، لا تستحق كل هذا العناء والشقاء والحرمان والخذلان، فما مرّت به منذ زمن، وما تمر به في هذه اللحظات، لا يتحمله أي بلد آخر.

أبين يا فخامة الرئيس، ليست كباقي المحافظات، أبين هي روح تسكن بين ثنايا كل شخص عاش فيها، وترعرع بين أحضان نسماتها، وشرب من حلو لبنها.

أبين يا فخامة الرئيس، هي كشجرة كبيرة يستظل بها كل شخص تقطعت به سبل الحياة، وأراد المكوث فيها دون خوف أو قلق أو تردد.

أبين يا فخامة الرئيس، تجوع ليشبع غيرها، وتمرض ليتعافى غيرها، وتبكي ليضحك غيرها، وتضحي بأعز ما لديها ليعلو غيرها.

أبين يا فخامة الرئيس، تَحنُّ اليوم إلى أبسط مقومات الحياة، إلى أبسط حقوق العيش الكريم، إلى أبسط الأشياء التي هي من أساسياتها كمحافظة.

أبين يا فخامة الرئيس، لا تريد تلميعًا أمام شاشات التلفزيون، ولا على منصات التواصل الاجتماعي أو صفحات المواقع الإخبارية.

أبين يا فخامة الرئيس، تحتاج إلى لفتة كريمة بعين الاعتبار والمسؤولية، والنظر في معاناتها التي تتفاقم يوماً بعد يوم.