تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
الصحفيون .. العدو الوجودي للحوثيين
62 قراءة  |

الصحفيون .. العدو الوجودي للحوثيين

قبل 1 دقيقة

في مثل هذا اليوم السادس عشر من أبريل، أستعيد للسنة الثانية ذكرى تحريري وزملائي من سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية بعد ثماني سنوات من الاختطاف والتعذيب والتنكيل، بوساطة إنسانية رعتها الأمم المتحدة، وهي ليست مجرد ذكرى شخصية؛ بل هي شاهد على حرب وجودية مستمرة تشنها المليشيات الحوثية على الصحافة، باعتبارها العدو الأول والأخطر لمشروعها القمعي الطائفي

.

شاهدنا ذلك منذ ساعات الانقلاب الأولى واحتلال العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، ورأينا ما تلاها خلال سنوات الحرب الجارية كيف اندفعت آلة الجريمة والقتل الحوثية نحو الصحافة والصحفيين باعتبارهم تهديداً وجودياً لها ولبنيانها الدعائي القائم على الخرافة والتضليل والكذب، فالكلمة الحرة من منظورها السلالي والطائفي سلاحاً أشد فتكاً بمنظومتها الرجعية العنصرية التي تسعى لتكريسها بالقوة والعنف والإرهاب.

وآنذاك، لم يُخفِ زعيم الحوثية الإرهابية عبدالملك الحوثي هذا الرعب، بل وصف الصحفيين في أحد خطاباته بأنهم "أخطر من المقاتلين"، مؤكدًا بذلك أن الصحافة تمثل أكبر تهديد لمشروعهم السلالي الظلامي الكهنوتي، ليترجم بذلك سياسة ممنهجة علنية تستهدف الصحافة كعدو يجب سحقه، ومن داخل السجون، واجهنا هذه العقيدة الدموية وجهاً لوجه، حين قال لنا أحد قادة التعذيب والمشرف العام على السجون الحوثية ومسؤول سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء الإرهابي عبدالقادر المرتضى: "نحن نتعبد الله بتعذيب الصحفيين."

لم يكن هناك من شك بأن الصحفيين في نظر الإرهابيين الحوثيين أعداء يجب التنكيل بهم والتخلص منهم، وكان المشهد الأبرز في هذه الفصول المظلمة ما قاله الإرهابي عبدالحكيم الخيواني، رئيس ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حين واجهنا داخل السجن قائلاً لنا بوضوح وصراحة فظة: "أنتم الصحفيون العدو الوجودي للحوثيين"، عبارات صادمة كهذه لم تكن مجرد تهديدات وحسب، بل كانت تعبيراً عن نهج كامل أو ما يُشبه خارطة طريق للتعامل مع الصحفيين، وبنفس الوقت كانت كشفاً حقيقياً لمدى خوفهم من الصحافة الحرة التي في نظرهم، تمثل تهديداً فعلياً لاستمرارية وجودهم، لذلك، ووفق منطقهم الإجرامي، يجب محاربتها والقضاء عليها بشتى الطرق وكل الوسائل.

طوال فترة السجن كنا نُواجه تهديدات صريحة في جلسات التحقيق المطولة التي تناوب عليها عشرات المحققين في عدة سجون وبأساليب تعذيب وتهديد متنوعة تبدأ بالسب والشتم والقذع مروراً بالتعذيب البدني وتنتهي بتصويب فوهة السلاح على رؤوسنا وصراخ الجلاد بـ"ما يسكت الإعلام إلا الإعدام". هذا الفكر الإرهابي كان يُشرعن القتل كسلاح لإسكات الكلمة، فلم تكن الصحافة جريمة، لكنهم حولوها إلى ذلك، ولم تكن المهنية تهمة، لكنهم جعلوها سبباً للحكم علينا بالإعدام وأصدروا فتوى بقتلنا.

في إحدى جلسات ما يسمى بالمحاكمة الهزلية، قال لنا قاضي الموت الحوثي المجرم محمد مفلح، الذي أصدر بحقنا فتاوى بالقتل: "أنتم أعداء الله وأعداء الوطن"، هكذا ترى ميليشيا الحوثي الإرهابية الصحفيين، أعداء يجب تصفيتهم.

ثماني سنوات قضيتها في زنازين الظلم والظلام والرعب والبشاعة الحوثية، هي أطول فترة يُسجن فيها صحفي بسبب مهنته في تاريخ الصحافة، خلالها فقدتُ والدي رحمة الله عليه، دون أن اراه للمرة الأخيرة، وعانيت من التعذيب الجسدي والنفسي طوال فترة الاختطاف، وتم وضعنا كدروع بشرية في المعسكرات ومخازن الأسلحة، عانيت من والإهمال الطبي، والتجويع، والحرمان من أبسط الحقوق ونهب مقتنياتي الشخصية وسلب ممتلكاتي وجزء ثمين من عمري، وصدرت ضدي فتوى بالقتل، فقط لأنني صحفي، ولم تقتصر المعاناة علينا فقط، بل طالت عائلاتنا التي واجهت التهجير والتهديد، والتجويع، والتشريد، لقد ارتكبت الميليشيا ضدنا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .

خرجت من سجون الحوثية الإرهابية، لكنني وما زلت حتى اليوم أعيش في منفى قسري أعاني آثار ما جرى لنا وتطاردني فتاوى القتل الإعدام الحوثية، كجريمة لا تنتهي تهدد وجودنا مدى الحياة، بينما المجرمون لا يزالون طلقاء دون رادع ولا حساب.

ورغم كل ذلك، لم نصمت ولن نصمت، اخترنا طريق القانون، نؤمن أن العدالة مهما تأخرت، قادرة على إنصاف الضحايا، ووضع حد للإفلات من العقاب، وكبح جماح الجريمة. نعمل مع الكثير من الشركاء والزملاء والحقوقيين محلياً ودولياً لملاحقة الجناة والمجرمين عبر القضاء الوطني والدولي، إيماناً بأن السلام الحقيقي لا يُبنى إلا على العدالة.

وفي هذه الذكرى، أجدها فرصة لتكرار الشكر والتقدير لكل من تضامن معنا وساهم بجهد في تحريرنا من قبضة الميليشيا الحوثية وحمل على عاتقه هم قضية الصحفيين المختطفين، ونُجدد النداء للجميع وعلى رأسهم المجتمع الدولي بأن لا يكتفوا بالإدانة، بل يجب ان يكون هناك تحرك وضغط من خلال فرض العقوبات من اجل تحرير زملائنا المختطفين في سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية، إن استمرار اختطافهم هو جريمة يومية، واختبار حقيقي لصدق التزامات ومواثيق العالم تجاه حرية الصحافة.

ختاماً، ولأن الكلمة الحرة كانت ولا تزال أقوى من رصاصهم وسجونهم، سنواصل الطريق لا كضحايا، بل كصُنّاع للعدالة وروداً التغيير، وحماة الحقيقة مهما كلف الثمن.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 688 قراءة 

عاجل : اغتيال رئيس الدائرة السياسية لحزب الاصلاح "تفاصيل أولية"


نيوز لاين | 413 قراءة 

ملايين السعوديين يخافون هذا الأمر أكثر من أي شيء


موقع الأول | 387 قراءة 


نيوز لاين | 383 قراءة 

كشف سر قيام الحوثي بفتح الطرقات المغلقة من 10 أعوام


كريتر سكاي | 357 قراءة 

قال الصحفي ماجد الداعري:اذا لم تكن هناك أي آثار إصابة أوخنق وتسمم للمتوفين


جهينة يمن | 348 قراءة 

أمريكا تصطاد "عقل الحوثيين الطائر" وهذه هي الصفقة السرّية ألتي أوقفت الصواريخ في البحر الأحمر" تفاصي


جهينة يمن | 299 قراءة 

تطورات مفاجئة ...تصريحات جديدة للمبعوث الأممي بشأن خارطة الطريق وتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية "بيان"


كريتر سكاي | 295 قراءة 

اتخذت شركة يمن موبايل قرار الانفصال عن مدينة عدن والمحافظات التابعة للشرعية


كريتر سكاي | 249 قراءة 

وجه مواطنون دعوات الى وزارة الاتصالات الشرعية بسرعة التحرك عقب اعلان يمن مو


جهينة يمن | 240 قراءة 

لن تصدق السبب...واشنطن تستعد لإخلاء سفاراتها في العراق والبحرين والكويت