قد تبدو مجرد تفصيلة بسيطة تمر دون انتباه، لكن ظهور رغوة في البول قد يكون أكثر من مجرد ظاهرة عرضية.

تشير تقارير طبية إلى أن هذه العلامة، التي قد تبدو عابرة، قد تُخفي وراءها مشكلات صحية خطيرة تتطلب تدخلاً عاجلاً، وعلى رأسها أمراض الكلى المزمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.

الدكتورة سارة سيد سلام، أخصائية التحاليل الطبية، أوضحت أن البول في حالته الطبيعية لا يحتوي على فقاعات كثيرة، لذلك عندما تظهر رغوة كثيفة أو مستمرة، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود بروتين في البول، وهي حالة تعرف بـ"البيلة البروتينية"، غالبًا ما ترتبط بخلل في وظائف الكلى، حيث تعجز عن تصفية البروتينات بشكل سليم، مما يؤدي إلى تسربها وخروجها مع البول.

لكن الأمر لا يتوقف عند الكلى فقط؛ فقد تكون رغوة البول أيضًا إنذارًا مبكرًا على الإصابة بداء السكري، حيث يؤدي عدم انتظام مستويات السكر في الدم إلى تلف الكلى وتسرب البروتين.

كذلك، فإن ارتفاع ضغط الدم يعتبر من الأسباب الرئيسية لتدهور وظائف الكلى، وبالتالي ظهور هذه الرغوة. وفي بعض الحالات، قد تشير الرغوة إلى جفاف شديد ناتج عن قلة شرب المياه، لكن هذا السبب غالبًا ما يكون مؤقتًا ويزول مع الترطيب.

متى تكون الرغوة مصدر قلق حقيقي؟:

إذا لاحظت أن الرغوة تستمر لعدة أيام أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل تورم في القدمين، إرهاق غير مبرر، أو تغير ملحوظ في كمية البول، فقد يكون ذلك دليلاً على بداية مرض صامت يجب عدم تجاهله. كما يجب أن يكون مرضى السكري وارتفاع الضغط أكثر يقظة تجاه هذه العلامة.

كيف تحمي نفسك؟:

لا تهمِل أي تغير في لون أو طبيعة البول.

احرص على شرب كميات كافية من الماء يوميًا.

راقب مستويات السكر وضغط الدم بانتظام.

وأهم من ذلك: قم بإجراء تحليل بول دوري لاكتشاف أي خلل في مراحله المبكرة.

رغوة البول ليست مجرد تفصيل عابر في حياتك اليومية، بل رسالة صامتة من جسدك قد تنقذك من مضاعفات خطيرة إذا استمعت إليها في الوقت المناسب. صحتك تبدأ من التفاصيل الصغيرة... فلا تتجاهلها.

المصدر

مساحة نت ـ أمل علي