ذكرت شبكة سي إن إن الأميركية، اليوم الاربعاء، أن سفينة تجارية محمّلة بالقمح أبحرت من ولاية أوريغون الأميركية في وقت سابق من هذا الشهر، متجهة إلى ميناء عدن في اليمن.
وأوضحت الشبكة، أنه عندما تصل هذه السفينة إلى وجهتها المتوقعة في منتصف مايو، لن يكون هناك أي جهة مخوّلة لاستلام الشحنة أو تخزينها أو ضمان توزيعها على سكان جنوب اليمن، الذين يعاني كثيرون منهم من فقر غذائي حاد. وإذا لم تتدخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فمن المرجح أن يتعفن القمح في الميناء أو يتعرض للنهب.
ونقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين على الوضع ذكرت انهما فضلا عدم الكشف عن هويتهما، القول إن هذا المصير غير المؤكد لهذه الشحنة من القمح هو نتيجة مباشرة للشلل الكبير الذي أصاب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) خلال الولاية الثانية للرئيس ترامب. إذ ألغت الوكالة عقود مساعدات إنسانية حيوية كانت موقّعة مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك تلك المخصصة لليمن وأفغانستان.
وأكد المصدران أنه ما لم تُستأنف تلك العقود، فإن برنامج الأغذية العالمي لا يملك التفويض – ولا التمويل – للتعامل مع القمح المتوقع وصوله إلى اليمن الشهر المقبل.
وكانت "سي إن إن" قد أفادت سابقًا بأن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد تراجعت عن بعض قراراتها، واستأنفت التمويل لبرامج برنامج الأغذية العالمي في دول مثل لبنان، وسوريا، والعراق، والأردن، والإكوادور، والصومال. لكن عقود المساعدات الخاصة بأفغانستان واليمن ظلت معلّقة.
وذكرت "سي إن إن" أن الاقتطاعات الجذرية التي طالت الوكالة وتمويلها خلال الأشهر الماضية تسببت باضطراب كبير في منظومة المساعدات الإنسانية العالمية، حيث أُلغيت عقود العديد من الشركات والمنظمات، أو تم تأخير أو تخفيض مدفوعاتها.
حتى المنظمات التي لا تزال تملك عقودًا فعالة مع الوكالة تواجه مستقبلاً غامضًا. فعلى الرغم من تصريحات كبار مسؤولي إدارة ترامب في وقت سابق بأن البرامج الإنسانية المنقذة للحياة لن تمس، إلا أن القرار الأخير بوقف تمويل المساعدات الغذائية الطارئة فاجأ العاملين في المجال الإنساني.
وفي بيان سابق، أعرب برنامج الأغذية العالمي عن "قلقه العميق" إزاء الإخطارات المتعلقة بإنهاء التمويل، محذرًا من أن "تنفيذ هذا القرار قد يعني حكماً بالإعدام لملايين الأشخاص الذين يواجهون الجوع الشديد والمجاعة". وأضاف البرنامج: "نحن على تواصل مع الإدارة الأميركية لطلب إيضاحات، ولنحثها على مواصلة دعم هذه البرامج الحيوية"، مشيرًا إلى امتنانه للمساهمات التي يتلقاها من الولايات المتحدة وسائر المانحين.
ويُقدّر برنامج الأغذية العالمي أن نحو نصف سكان اليمن – أي حوالي 17 مليون شخص – يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ويُذكر أن اليمن يرزح تحت وطأة حرب أهلية مدمرة منذ سنوات، بدأت عندما اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء وأسقطوا الحكومة المعترف بها دوليًا عام 2014.
وفي الأسبوع الماضي، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن قرار الإدارة بإنهاء الدعم لليمن جاء جزئيًا نتيجة "مخاوف من أن التمويل كان يعود بالنفع على جماعات إرهابية، بما في ذلك الحوثيون".
وأضافت بروس: "لقد تم توثيق ومناقشة هذه المخاوف المتعلقة بتمويل الأمم المتحدة لسنوات، وهو ما دفع الوكالة الأميركية للتنمية إلى وقف جميع المساعدات الغذائية في شمال اليمن عبر برنامج الأغذية العالمي، تحديدًا لتقليل أي تدخل من قبل الحوثيين".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
توقع الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد فايز الدويري، السيناريوهات المحتملة للتدخل البري الأم
أُصيب أكثر من عشرين جنديًا في محور كتاف بمحافظة صعدة إثر اشتباكات بالأيادي والحجارة بين أفراد من محا