كتب : د. حسين العاقل

مهما حاول البعض الاستعانة بالتقسيمات الاستعمارية لأراضي محافظات الجنوب العربي، سواء كانت قديمة أو حديثة للاستشهاد بها على ما في نفوسهم من نوازع منحرفة تتوافق مع مصالحهم الذاتية، فكل ما يطرحوه من تصنيفات سيكون مصيرها الفشل المحتوم.

وعليهم أن يكونوا على يقين بان اراضي الجنوب عبارة عن جسد واحد موحد تمتد طولا من خط الطول 53,07 عند حدود المهرة بسلطنة عمان (حبروت) شرقا إلى خط الطول 42,30 عند ارخبيل حنيش وباب المندب غربا، وعرضا من جنوب ارخبيل سقطرى عند دائرة عرض 12 شمال دائرة الاستواء، إلى حدود جنوب الربع الخالي عند دائرة عرض 19 شمال خط الاستواء، بمساحة تقدر بحوالي 336,000 كيلو متر مربع تقريبا.

ونود أن ذكر هؤلاء الباحثين عن الاوهام والمزاعم المتنافية مع حقائق التاريخ والجغرافية والهوية الجنوبية العربية، بأن هناك كثيرون قبلهم قد سبقوهم وخلال مراحل زمنية متعددة، إلى استخدم هذه المزاعم العبثية، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق اهدافهم ومساعيهم وتطلعاتهم غير المشروعة، لأنها باطلة..

صحيح أن سياسة السلطات البريطانية التي بسطت نفوذها بواسطة اتفاقيات معاهدات الحماية لحوالي 129 عاما، حيث كانت قد قسمت أراضي محافظات الجنوب إلى أكثر من 23 سلطنة وإمارة ومشيخات، إلا ان شعب الجنوب ومناضليه الأحرار رغم الفترة الزمنية الطويلة لذلك التقسيم الذي فرضته بريطانيا، قد تمكنوا بإرادة الله وبعزيمة تضحياتهم الفدائية الجسيمة، من تحرير اراضي الجنوب جميعها، وتم لهم من توحيدها تحت اسم واحد عرفت به ( جمهورية اليمن الجنوبية، ثم الديمقراطية الشعبية)، وجميعنا يعلم ويدرك كيف تم فرض (اليمن) على تلك التسمية في ظل المد القومي والشعارات التحررية للحركات العربية، في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

وبحسب التجارب التاريخية السابقة التي يحاول المخدوعين من نبشها وتكرار الاستعانة بها، في هذه المرحلة الفاصلة التي نخوض فيها نضالا سياسيا لاستعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة، تقوم على أساس دولة فيدرالية يكون لكل محافظة حكمها الذاتي، تتولى إدارة مواردها وحقوقها بموجب تشريعات دستورية تنظم تلك الحقوق وتحميها دونما تدخل أو تحكم استبدادي من اي جهة او جهات داخلية كانت أو خارجية.

ومن الواجب ان نخاطبهم بالقول مهلا أيها الأعزاء، لا تعبثوا بخياراتكم الوطنية الجنوبية، التي يؤمن بها معظم أبناء شعب الجنوب ويعملوا من أجلها، وضحى في سبيلها قوافل من الشهداء والجرحى، وتؤكدها قولا وفعلا وثائق المجلس الانتقالي الجنوبي.

لذلك ننصحكم لوجه الله: بأن تترفعوا عن عيوب الأحداث والمشاريع السياسية، التي ماتت في مهدها ولم يتبق منها سوى ذكريات الفشل وخيبة الأمل.

ودمتم برعاية الله وحفظه.