في تحرك دبلوماسي يعكس توجه الحكومة اليمنية لتعزيز علاقتها مع أبنائها في الخارج، التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور شائع الزنداني، بأعضاء الجالية اليمنية في تركيا، خلال زيارة إلى مدينة إسطنبول، وسط تأكيدات على أهمية التواصل المباشر ومعالجة التحديات التي تواجه المغتربين.

اللقاء، الذي حضره سفير اليمن لدى أنقرة محمد طريق، حمل طابعًا حواريًا مفتوحًا، استعرض فيه الوزير ملاحظات ومطالب الجالية، وخاصة ما يتعلق بالخدمات القنصلية وتسهيل الإجراءات الرسمية، مشددًا على أن الوزارة "تسعى لتقديم كل ما من شأنه التخفيف من معاناة المغتربين اليمنيين، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد".

وفي كلمته أمام الحاضرين، شدد وزير الخارجية الدكتور الزنداني على أهمية التزام أبناء الجالية اليمنية بالقوانين والأنظمة السارية في الدولة المضيفة، مشيرًا إلى أن هذا الالتزام يعزز الصورة الإيجابية لليمنيين في الخارج. وقال إن أبناء الجالية "يمثلون واجهة مشرفة لليمن بسلوكهم الحضاري، وهم محل اهتمام دائم من قبل الوزارة".

كما ثمّن الوزير التسهيلات التي تقدمها الحكومة التركية لأبناء الجالية، متوجهًا بالشكر إلى الجهات الرسمية التركية على ما وصفه بـ"الرعاية الإنسانية والتعامل الأخوي"، خاصة في ظل الظروف الإنسانية والسياسية المعقدة التي تعيشها اليمن.

اللقاء لم يخلُ من طابع تفاعلي، حيث فُتح الباب أمام أبناء الجالية لطرح ملاحظاتهم وتحدياتهم بشكل مباشر أمام الوزير والسفير، في جلسة حوارية اتسمت بالصراحة والمصارحة. وتركزت المداخلات حول تحسين الخدمات القنصلية، وتسهيل المعاملات الرسمية، وتوسيع قنوات التواصل مع السفارة اليمنية.

وختم الزنداني اللقاء بدعوة الجالية إلى "الانخراط الإيجابي في المجتمع المضيف، والمساهمة في مد جسور التفاهم بين الشعبين"، مؤكدًا أن المغتربين يشكّلون عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الحكومة لبناء جسور تعاون دولي وإنساني، بعيدًا عن الاصطفافات السياسية.