كشفت مصادر صحفية متخصصة عن تنفيذ ضربة جوية أمريكية نهاية مارس الماضي، استهدفت ما يُعتقد أنه آخر ما تبقى من منصات إطلاق صواريخ "ذو الفقار" بعيدة المدى لدى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

ووفقًا لما أورده الصحفي المتخصص في تتبع أنشطة الحوثيين، عدنان الجبرني، فإن الغارة الجوية نُفذت بتاريخ 31 مارس، واستهدفت بشكل دقيق منصتين في قرية القابل بمنطقة بني الحارث شمال العاصمة صنعاء، وهي مناطق تخضع لسيطرة المليشيا.

وبحسب الجبرني، فإن المنصتين كانتا مخصصتين لإطلاق صواريخ "ذو الفقار"، وهي منظومة صاروخية إيرانية الصنع تُعد من بين الأسلحة الاستراتيجية بعيدة المدى لدى الحوثيين.

ويبدو أن تدمير هاتين المنصتين أسهم بشكل مباشر في التحول الأخير في تكتيكات الحوثيين، إذ لاحظ مراقبون زيادة في الاعتماد على الطائرات المسيّرة بدلاً من الصواريخ، في تنفيذ الهجمات بعيدة المدى، ما يعكس فقدان الجماعة لقدراتها الصاروخية تدريجياً بفعل الضربات الأخيرة.

ومنذ منتصف مارس/آذار الماضي، تشهد مناطق مختلفة في شمال اليمن، تصعيدًا غير مسبوق في الهجمات الجوية الأمريكية، عقب إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إطلاق عملية عسكرية "واسعة وحاسمة" تستهدف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران.

ورغم توالي الغارات الجوية بشكل شبه يومي، لا تزال جماعة الحوثي تلتزم الصمت الرسمي حيال المواقع المستهدفة وخسائرها العسكرية والبشرية، ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة الضربات ومدى دقتها، وما إذا كانت تستهدف بنى تحتية عسكرية حساسة أو منشآت استراتيجية ذات أهمية بالغة.

في المقابل، تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن عملياتها الجوية أسفرت عن مقتل قيادات رفيعة من الصفوف الأولى والثانية والثالثة في جماعة الحوثي، دون أن تكشف عن تفاصيل دقيقة. بينما ترفض الجماعة تأكيد أو نفي هذه المزاعم، مكتفية بالإعلان عن سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات.