أقدم مسلح مجهول، يستقل دراجة نارية، على اغتيال جندي في شرطة السير يُدعى مالك نبيل حسن الرازقي، المعروف بلقب "الصوملي"، أثناء عودته من عمله، ظهر الخميس، وسط مدينة تعز.

ووفقًا لمصادر محلية، وقع الهجوم في حي الكوثر بجوار جامعة العطاء، حيث فتح المسلح النار على "الصوملي" من فوق دراجة نارية، قبل أن يفر من المكان، وسط حالة من الفوضى الأمنية المتفاقمة التي تعيشها المدينة.

الفاجعة جاءت بعد أيام قليلة من وفاة والد المجني عليه، وهو ضابط مرور في تعز، ما أضاف طابعًا مأساويًا مضاعفًا للجريمة التي أثارت غضبًا واسعًا ومطالبات متجددة بفرض الأمن وردع الفوضى.

لكن التحقيقات سرعان ما قادت إلى تطورات مثيرة؛ إذ أعلنت شرطة تعز القبض على القاتل، بعد تحليل تسجيلات كاميرات مراقبة أظهرت تفاصيل دقيقة للحادثة.

وكشفت المقاطع أن القاتل، الذي كان راكبًا خلف سائق الدراجة، هو من أطلق النار، فيما حاول السائق منعه وتدخل جسديًا لمنعه من تنفيذ مزيد من إطلاق النار، حتى انقلبت الدراجة النارية أثناء الاشتباك بينهما.

وبحسب شهود وتوضيحات نشطاء محليين، فإن السائق لم يكن شريكًا في الجريمة، بل تفاجأ بسلوك الراكب، وتدخل لسحب السلاح منه بعد الحادث مباشرة، ليسير الاثنان على الأقدام ويتركا الدراجة خلفهما.

العملية الأمنية التي قادها مدير شرطة القاهرة العقيد إبراهيم القيسي، أسفرت عن ضبط الجاني بعد تحركات سريعة ومتابعة مكثفة للكاميرات في عدة مواقع، وتم التأكد من هويته، وهو يرتدي ثوبًا أبيض خلال تنفيذ الجريمة.

في الوقت الذي لا تزال فيه مدينة تعز ترزح تحت وطأة الانفلات الأمني، يأتي هذا الحادث ليعيد النقاش حول جدوى الخطط الأمنية، وضرورة فرض القبضة الأمنية في مدينة تتصاعد فيها الجريمة وسط تآكل الثقة بين المواطن والجهات الرسمية.