تقرير “يمن ديلي نيوز”:

تزايدت شكاوى السكان في مناطق جماعة الحوثي المصنفة إرهابية من انتشار وقود السيارات المغشوش الذي تسبب في أعطال لعشرات الآلاف من المركبات، دون اتخاذ أي إجراءات من قبل الجماعة منذ مطلع شهر مارس الماضي لإيقاف بيع هذه الشحنة.

“سعيد علي” من مديرية الخبت بمحافظة المحويت (غربي اليمن) كان في طريقه لقضاء إجازة عيد الفطر، وبينما كان على متن سيارة هايلوكس، فوجئ بقيام السائق عند دخوله إحدى المحطات للتزود بالوقود بإفراغ علبة زيت في مكان تعبئة الوقود.

وأضاف لـ”يمن ديلي نيوز”: “سألت السائق عن سبب قيامه بإفراغ علبة الزيت، فأفاد بأن البترول الموجود في الأسواق حالياً خالي من أي لزوجة ما يتسبب في إحداث أعطال بالسيارة وتضرر محركها.”

مخاوف من الشكوى

ورغم المناشدات المستمرة التي يطلقها السكان لسلطات الحوثيين بسحب شحنة الوقود المغشوشة من الأسواق، لم تتخذ الجماعة أي إجراءات منذ مطلع الشهر الماضي وحتى اليوم، واكتفت شركة النفط التابعة للحوثيين بنشر رقم للشكاوى.

الناشط المعروف في جماعة الحوثي “حسين الأملحي” في منشور على حسابه في منصة “إكس” شكا من تخوفه من الحديث عن الوقود المغشوش خشية اعتقاله، رغم تعطل سياراته بسبب هذا الوقود.

وقال: “قالوا لي مالك ما تكتب أو تتكلم عن البترول المغشوش الذي خرب سيارات الناس؟ قلت يا أخوي أنا سيارتي من ضمن السيارات التي خربها هذا الوقود.”.

وتابع: “صحيح أن هناك ناس تكلموا وكتبوا، ولا أحد اهتم بهم، لكن أنا إذا تكلمت سأكشف الحقيقة وأفضح، ولست أكمل إلا والشرطة ستأخذني للحبس، ولا أجد من يدافع عني.”

من المسؤول؟

وأمام استمرار بيع الوقود المغشوش في أسواق مناطق الحوثيين، يتساءل البعض عن المسؤول عن هذه الشحنة المغشوشة وعدم سحبها حتى اليوم.

يقول الدكتور “عبدالغني جغمان”، الأكاديمي البيئي وخبير النفط، إن المسؤول عن شحنة الوقود المغشوش في مناطق الحوثيين هي شركة النفط التابعة للجماعة، التي لم تتخذ حتى الآن إجراءات لسحب هذه الشحنة.

وأضاف لـ”يمن ديلي نيوز”: “تتحمل شركة النفط مسؤولية هذه الشحنة المغشوشة، لأنها مسؤولة عن رقابة جودة المشتقات البترولية المستوردة في الموانئ قبل التفريغ، وضبط أي محطات مخالفة، وإيقاف بيع أي نفط مخالف للمواصفات، ولكنها اكتفت بتعميم رقم الشكاوى.”

أربعة أنواع

“جغمان” في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” تحدث عن أربعة أنواع من الوقود المغشوش التي قد تؤدي إلى أعطال في السيارات. أولها انخفاض رقم الأوكتان، حيث يكون البترول المغشوش عادة أقل من المواصفات من حيث الأوكتان، مما يؤدي إلى “طرق” في المحرك، أي احتراق غير منتظم يضر المحرك.

النوع الثاني – بحسب الدكتور جغمان – هو وجود شوائب أو ماء في الوقود. الوقود الذي يحتوي على ماء أو شوائب قد يؤدي إلى انسداد البخاخات، تلف طرمبة البنزين، أو صدأ في أجزاء داخلية، وهو الاحتمال الأكثر شيوعًا.

وأضاف: “النوع الثالث من الوقود المغشوش هو الوقود المخلوط بمواد غير مناسبة مثل ‘الكيروسين أو الزيوت’، وهذا يسبب احتراقًا غير كامل، وقد ينتج دخانًا أسود، ويؤثر سلبًا على البوجيهات (شمعات الاحتراق) ويؤدي إلى تراكم الكربون في غرف الاحتراق.”

أما النوع الرابع، فهو الوقود الذي يحتوي على شوائب، مما يؤدي إلى انسداد فلتر الوقود، ومنع وصول كمية كافية من البنزين للمحرك، وإرباك نظام حقن الوقود، والتسبب بأخطاء في الحساسات، وتلف حساس الأوكسجين أو البخاخات.

يُذكر أن جماعة الحوثي استغنت في العام 2022 عن الوقود المنتج محليًا من محافظة مأرب، برغم مواصفاته الجيدة وأسعاره الرخيصة، وقررت استيراد البترول الإيراني الرديء وبيعه للسكان بأسعار باهظة تصل إلى 19 دولارًا للجالون (20 لترًا).

مرتبط

الوسوم

الوقود المغشوش في صنعاء

استيراد الحوثيين للنفط

شركة النفط اليمنية صنعاء

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط