تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
كيف يموت أبي جائعًا في بلد الخيرات؟
63 قراءة  |

كيف يموت أبي جائعًا في بلد الخيرات؟

قبل 6 دقيقة

مات جائعًا على رصيفٍ بارد، في مدينةٍ تتدفق زكاتها بأربعة عشر مليارًا كل عام. لم يكن يطلب الكثير، فقط لقمةً تبقيه على قيد الحياة، لكنه سقط منهكًا قبل أن تمتد إليه يد العطاء. مرّ المارة بجانبه، بعضهم ألقى نظرةً عابرة، وآخرون أشاحوا بوجوههم كأن الجوع معدٍ، كأن الفقر وصمةُ عارٍ يجب تجنبها

.

إلى جواره جلس طفله الصغير، بالكاد يفهم معنى الموت، لكنه شعر ببرودةِ يدِ أبيه، بنداءِ جوعه الذي لم يجبه أحد. هزّه برفق، همس بصوتٍ مرتجف: "أبي، استيقظ، أرجوك... أنا جائع!" لكن الأب لم يستجب، لم يتحرك، لم يفتح عينيه ليطمئنه أن كل شيء سيكون بخير.

والشرعيه بالفنادق الفاخرة تضجّ بالولائم العامرة، حيث تستلقي "الشرعية" على أسِرّةٍ وثيرة، تتحدث عن الوطن فيما تنعم بأطباقٍ من كل الأصناف، تصرف الملايين على الإقامات الفاخرة، والمآدب العامرة، بينما على بعد بضعة شوارع، يموت رجلٌ على الرصيف، وبجواره طفلٌ ينتظر معجزةً لن تأتي..

أما في تعز، فكانت "المقاومة الوطنية" مشغولةً بجمع الإتاوات، تنهب باسم الوطن، وتبتلع باسم الثورة، غير آبهةٍ بجوع من حملوا السلاح يومًا دفاعًا عن أرضٍ لم تعد تتسع لهم.

فلم يكن الأب يعرف شيئًا عن المؤتمرات الفاخرة، ولا عن الأموال التي تتدفق في حساباتٍ لم يملك يومًا حسابًا شبيهًا بها، كان يعرف فقط أن الجوع قاتل، وأن ابنه جائع، وكان أمله الأخير أن يجد من يسد رمقه، لكنه وجد أن المدينة رغم غناها، كانت أكثر قسوةً من الجوع نفسه.

في الصباح، وجدوا جثته باردة، وطفله ما زال جالسًا إلى جواره، عيناه لا تزالان تبحثان عن إجابة: لماذا؟..

وكيف يموت أبي جائعًا في مدينةٍ تتدفق فيها المليارات؟ 

كيف ينهار جسده المنهك على رصيفٍ بارد، بينما تتكدس موائدٌ عامرةٌ بأطايب الطعام في قصورٍ بعيدة؟.

كيف يموت أبي وحيدًا، بينما يتزاحم اللصوص على تقاسم الوطن؟ 

كيف يسقط دون أن تمتد إليه يد، دون أن يسأل عنه أحد، وكأنه لم يكن هنا يومًا؟..

كيف يموت أبي في وطنٍ ضاعت شرعيته، سرقته غربان الحرب، وباعته النخاسة السياسية؟ 

كيف يصبح جوعه مشهدًا عابرًا، يثير الشفقة للحظة، ثم يُنسى كما لو لم يكن إنسانًا؟..

كيف يموت أبي، وأنا إلى جواره، أرتجف من الجوع والخوف، أناديه ولا يجيب؟ كيف أبكيه، ولا أحد يسمع، ولا أحد يبالي؟..

كيف تموت  يابي والإنسانية كانت  سابقا واليوم يموت الجائعين فيك ؟.. كيف يموت ابي جائعًا في مدينةٍ تفيض بالخيرات؟!.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
حشد نت | 592 قراءة 

الأرصاد تحذر: سيول وعواصف رعدية وانزلاقات صخرية تهدد عدة مناطق


نيوز يمن | 524 قراءة 

مناورة وقصف من البوارج.. إسرائيل تُهين مزاعم الحوثي بالبحر الأحمر


عدن تايم | 494 قراءة 

شهدت العاصمة عدن صباح اليوم السبت هطول أمطار غزيرة شملت معظم مديريات المدينة، قبل أن تتوقف مخلفةً عد


العين الثالثة | 420 قراءة 

أفادت مصادر محلية بإقالة مدير الأمن السياسي بمحافظة أبين، العقيد محمد الشيبة، بعد ورود اسمه ضمن المت


المشهد اليمني | 404 قراءة 

أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني في عدن وصنعاءاليوم السبت 23 أغسطس 2025: أسعار الصرف


نيوز لاين | 395 قراءة 

تربية عدن تفاجئ الجميع بهذا القرار قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد


نيوز لاين | 362 قراءة 

نداء إنساني للرئيس العليمي لإنقاذ المغتربين من هؤلاء الأوغاد


العين الثالثة | 339 قراءة 

كشفت مصادر حكومية مطلعة عن تصاعد حدة الخلافات داخل أروقة الحكومة اليمنية، في ظل إصرار رئيس الوزراء س


موقع الأول | 331 قراءة 


المرصد برس | 299 قراءة 

توفيت في العاصمة صنعاء، شقيقة الرئيس اليمني الشهيد إبراهيم محمد الحمدي، وحرم القاضي الأستاذ عبدالله